فصل: الاختلاف السادس والأربعون إلى الاختلاف الحادي والخمسون

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: إظهار الحق **


الفصل الثالث‏:‏ في بيان أن هذه الكتب مملوءة من الاختلافات والأغلاط

وأنا أجعل هذا الفصل قسمين وأورد في كل قسم أمثلة‏:‏‏

القسم الأول‏:‏ في بيان الاختلافات

‏[‏1‏]‏ الأول من قابل الباب الخامس والأربعين والسادس والأربعين من كتاب حزقيال بالباب الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من سفر العدد وجد اختلافًا صريحًا في الأحكام

‏[‏2‏]‏ بين الباب الثالث عشر من كتاب يوشع والباب الثاني من سفر استثناء في بيان ميراث بني جاد اختلاف صريح، وأحد البيانين غلط يقينًا، كما عرفت في الفصل الثاني في حال كتاب يوشع

‏[‏3‏]‏ يوجد الاختلاف بين الباب السابع والثامن من السفر الأول من أخبار الأيام في بيان أولاد بنيامين، وكذا بينهما وبين الباب السادس والأربعين من سفر التكوين، وأقر علماء أهل الكتاب من اليهود والنصارى أن ما وقع في السفر الأول من أخبار الأيام غلط، كما ستعرف في المقصد الأول من الباب الثاني

‏[‏4‏]‏ يوجد بين الباب الثامن من السفر الأول من أخبار الأيام من الآية التاسعة والعشرين إلى الآية الثامنة والثلاثين، وفي الباب التاسع من السفر المذكور من الآية الخامسة والثلاثين إلى الرابعة والأربعين اختلاف بين الأسماء، وقال ‏(‏آدم كلارك‏)‏ في المجلد الثاني من تفسيره‏:‏ ‏"‏إن علماء اليهود يقولون إن عزرا وجد كتابين توجد فيهما هذه الفقرات باختلاف الأسماء ولم يحصل له تمييز بأن أيهما أحسن فنقلهما‏"‏،

‏[‏5‏]‏ الآية التاسعة من الباب الرابع والعشرين من سفر صموئيل الثاني هكذا‏:‏ ‏"‏وأتى يواب 2 بعدد وحساب الشعب للملك، وكان عدد بني إسرائيل ثمانمائة ألف رجل بطل، يضرب بالسيف، ورجال يهودا عدتهم خمسمائة ألف رجل مقاتلة‏"‏ والآية الخامسة من الباب الحادي والعشرين من السفر الأول من أخبار الأيام هكذا‏:‏ ‏"‏ودُفع إحصاء القوم إلى داود وكان عدد بني إسرائيل ألف ألف ومائة ألف رجل جاذب سيف، ويهودا أربعمائة ألف وسبعون ألف رجل مقاتلة‏"‏ فبينهما اختلاف في عدد بني إسرائيل بمقدار ثلثمائة ألف وفي عدد يهودا بقدر ثلاثين ألفًا‏.‏

‏[‏6‏]‏ الآية الثالثة عشرة من الباب الرابع والعشرين من سفر صموئيل الثاني هكذا‏:‏ ‏"‏وأتى جاد إلى داود وأخبره قائلًا‏:‏ إما أن يكون سبع سنين جوعًا لك في أرضك‏"‏ الخ، وفي الآية الثانية عشرة من الباب الحادي والعشرين من السفر الأول من أخبار الأيام هكذا‏:‏ ‏(‏إما ثلاث سنين جوعًا‏)‏ الخ ففي الأول سبع سنين، وفي الثاني ثلاث سنين وقد أقر مفسروهم أن الأول غلط

‏[‏7‏]‏ الآية السادسة والعشرون من الباب الثامن من سفر الملوك الثاني هكذا‏:‏ ‏"‏وكان قد أتى على أحْزِيا اثنان وعشرون سنة إذ ملك‏"‏ الخ والآية الثانية من الباب الثاني والعشرين من السفر الثاني من أخبار الأيام هكذا‏:‏ ‏"‏ابن اثنين وأربعين سنة كان أحزيا‏"‏ الخ فبينهما اختلاف، والثاني غلط يقينًا كما أقر به مفسروهم، وكيف لا يكون غلطًا وإن أباه ‏(‏يهورام‏)‏ حين موته كان ابن أربعين سنة وجلس هو على سرير السلطنة بعد موت أبيه متصلًا كما يظهر من الباب السابق، فلو لم يكن غلطًا يلزم أن يكون أكبر من أبيه بسنتين

‏[‏8‏]‏ الآية الثامنة من الباب الرابع والعشرين من سفر الملوك الثاني هكذا‏:‏ ‏"‏وكان يواخين يوم ملك ابن ثماني عشرة سنة‏"‏ الخ والآية التاسعة من الباب السادس والثلاثين من السفر الثاني والثلاثين من أخبار الأيام هكذا‏:‏ ‏"‏ابن ثماني سنين كان يواخين ملك‏"‏ الخ فبينهما اختلاف، والثاني غلط يقينًا، كما أقر مفسروهم، وستعرف في المقصد الأول من الباب الثاني

‏[‏9‏]‏ بين الآية الثامنة من الباب الثالث والعشرين من سفر صموئيل الثاني والآية الحادية عشرة من الباب الحادي عشر من سفر الملوك من أخبار الأيام اختلاف، وقال ‏(‏آدم كلارك‏)‏ في ذيل شرح عبارة صموئيل‏:‏ ‏(‏قال داكتركني كات‏)‏‏:‏ ‏"‏إن في هذه الآية ثلاثة تحريفات جسيمة‏"‏ ففي هذه الآية الواحدة ثلاثة أغلاط

‏[‏10‏]‏ صرح في الباب الخامس والسادس من سفر صموئيل الثاني أن داود عليه السلام جاء بتابوت اللّه بعد محاربة الفسطانيين، وصَرح في الباب الثالث عشر والرابع عشر من السفر الأول من أخبار الأيام أنه جاء بالتابوت قبل محاربتهم، والحادثة واحدة كما لا يخفى على ناظر الأبواب المذكورة، فيكون أحدهما غلطًا

‏[‏11‏]‏ يعلم من الآية 19 و 20 من الباب السادس، ومن الآية 8 و 6 من الباب السابع من سفر التكوين أن اللّه كان أمر نوحًا عليه السلام أن يأخذ من كل طير وبهيمة وحشرات الأرض اثنين اثنين ذكرًا وأنثى، ويعلم من الآية 2 و 3 من الباب السابع أنه كان أمر أن يأخذ من كل بهيمة طاهرة، ومن كل طير طاهرًا كان أو غير طاهر سبعة أزواج، ومن كل بهيمة غير طاهرة اثنين اثنين

‏[‏12‏]‏ يعلم من الباب الحادي والثلاثين من سفر العدد أن بني إسرائيل أفنوا المديانين في عهد موسى عليه السلام، وما أبقوا منهم ذكرًا مطلقًا لا بالغًا ولا غير بالغ حتى الصبي الرضيع أيضًا، وكذا ما أبقوا منهم امرأة بالغة وأخذوا غير البالغات جواري لأنفسهم،

ويعلم من الباب السادس من سفر القضاة أن المديانين في عهد القضاة كانوا ذي قوة عظيمة بحيث كان بنو إسرائيل مغلوبين وعاجزين منهم ولا مدة بين العهدين إلا بقدر مائتي سنة ‏(‏فأقول‏)‏ إذا فنى المديانيون في عهد موسى فكيف صاروا في مقدار هذه المدة أقوياء بحيث غلبوا على بني إسرائيل أو عجزوهم إلى سبع سنين

‏[‏13‏]‏ في الباب التاسع من سفر الخروج هكذا‏:‏ ‏"‏ففعل الرب هذا الكلام في الغد ومات كلُّ بهائم المصريين، ولم يمت واحدة من ماشية بني إسرائيل‏"‏ فيعلم منه أن بهائم المصريين ماتت كلها‏.‏ ثم في هذا الباب‏:‏ ‏"‏من خاف كلمة الرب من عبيد فرعون هرب بعبيده ودوابه إلى البيوت، ومن لم يخطر على باله قول الرب ترك عبيده ودوابه في الحقول‏"‏ فبينهما اختلاف

‏[‏14‏]‏ في الباب الثامن من سفر التكوين هكذا‏:‏ ‏"‏4 واستقر الفلك في اليوم السابع والعشرين من الشهر السابع على جبال أرمينية، 5 والمياه كانت تذهب وتنقص إلى الشهر العاشر، لأنه في الشهر العاشر في الأول من الشهر بانت رؤوس الجبال‏"‏ فبين الآيتين اختلاف لأنه إذا ظهر رؤوس الجبال في الشهر العاشر، فكيف استقرت السفينة في الشهر السابع على جبال أرمينية‏.‏

الاختلاف الخامس عشر إلى الاختلاف السادس والعشرين

بين الباب الثامن من سفر صموئيل الثاني والباب الثامن عشر من السفر الأول من أخبار الأيام مخالفة كثيرة في الأصل العبراني، وإن أصلح المترجمون في بعض المواضع وأنقلها عن كلام ‏(‏آدم كلارك‏)‏ المفسر من المجلد الثاني من تفسيره ذيل عبارة صموئيل‏.‏

ألفاظ سفر أخبار الأيام الأول

آيات الباب

18

ألفاظ سفر صموئيل الثاني

أيات الباب 8

أخذ قرية جاث وضياعها من يد

أهل فلسطين

هدد عزر

ألف مركب وسبعة آلاف فارس

ومن طبحات ومن كون قرى هدر عزر أخذ داود نحاسًا كثيرًا‏

توعو ملك هدر عزر‏

هادورام‏

هادورام‏

أدوم

مالك و شوشا الكتاب

1-

1-

4-

8-

9-

10-

11-

13-

16-

أخذ داود لجام الجزية من يد أهل فلسطين

هدد عزر

ألف وسبعمائة فارس

وأخذ الملك داود نحاسًا كثيرًا جدا من بطاح وبروث قرى هدد عزر

توع ملك هدد عزر

يورام

من أرام

أرام

اخيملك وسرايا الكتاب

1-

3-

4-

8-

9-

10-

12-

13-

17-

ففي هذين البابين اثنا عشر اختلافًا‏.‏

الاختلاف السابع والعشرون إلى الاختلاف الثاني والثلاثين‏:‏ قال المفسرون المذكور في بيان المخالفة بين الباب العاشر من سفر صموئيل الثاني والباب التاسع عشر من السفر الأول من أخبار الأيام‏.‏

ألفاظ سفر أخبار الأيام الأول

آيات الباب

19

ألفاظ سفر صموئيل

آيات الباب

10

شوفاخ مقدم جيش هدر عزر

وأتى عليهم‏

سبعة آلاف مركب وأربعين ألف راجل

و شوفاخ مقدم الجيش

16-

17-

18-

19-

سوباك رئيس الجيش هدد عزر

وأتى إلى حلام

سبعمائة مركب وأربعين ألف فارس

و سوباك رئيس الجيش

16-

17-

18-

19-

ففي البابين ستة اختلافات‏.‏‏

‏[‏33‏]‏ الآية السادسة والعشرون من الباب الرابع من سفر الملوك الأول هكذا‏:‏ ‏"‏وكان لسليمان أربعون ألف مدود 2 يربى عليها خيل للمراكب واثني عشر ألف فارس‏"‏ والآية الخامسة والعشرون من الباب التاسع من السفر الثاني من أخبار الأيام هكذا‏:‏ ‏"‏وكان لسليمان أربعة آلاف مدود واثنا عشر ألف فارس‏"‏ هكذا في التراجم الفارسية والهندية، وحرَّف مترجم الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844 عبارة سفر أخبار الأيام فبدل لفظ الأربعة بأربعين‏.‏ وآدم كلارك المفسر نقل اختلاف التراجم والشروح ذيل عبارة سفر الملوك أولًا ثم قال‏:‏ ‏"‏الأحسن أن نعترف بوقوع التحريف في العدد نظرًا إلى هذه الاختلافات‏"‏‏.‏‏

‏[‏34‏]‏ بين الآية الرابعة والعشرين من الباب السابع من سفر الملوك الأول، والآية الثالثة من الباب الرابع من السفر الثاني من أخبار الأيام اختلاف، قال آدم كلارك في المجلد الثاني من تفسيره ذيل شرح عبارة أخبار الأيام‏:‏ ‏"‏ظن كبار المحققين أن الأحسن أن تسلم عبارة سفر الملوك ههنا أيضًا، ويمكن أنه وقع لفظ 2 البقريم موضع البقعيم‏"‏ ومعنى البقريم الثور ومعنى البقعيم العقد، فاعترف هذا المفسر بوقوع التحريف في أخبار الأيام فتكون عبارة أخبار الأيام غلطًا عنده وقال جامعو تفسير هنري واسكات‏:‏ ‏"‏وقع الفرق ههنا لأجل تبدل الحروف‏"‏‏.‏‏

‏[‏35‏]‏ الآية الثانية من الباب السادس عشر من سفر الملوك الثاني هكذا‏:‏ ‏"‏وكان أحاز يومَ مَلَك ابن عشرين سنة، وملك ست عشرة سنة بأورشليم‏"‏ الخ، ووقع في حالة ابنه حزقيال في الآية الثانية من الباب الثامن عشر من السفر المذكور هكذا‏:‏ ‏"‏وكان قد أتى عليه يومَ ملك خمس وعشرون سنة‏"‏ فيلزم أن يكون حزقيال ولد لأحاز في السنة الحادية عشرة من عمره، وهو خلاف العادة فالظاهر أن أحدهما غلط، والمفسرون أقروا بكون الأول غلطًا، قال جامعو تفسير ‏(‏هنري واسكات‏)‏ ذيل شرح الباب السادس عشر‏:‏ ‏"‏الغالب أن لفظ العشرين كتب في موضع الثلاثين انظروا الآية الثانية من الباب الثامن عشر من هذا السفر‏"‏‏.‏‏

‏[‏36‏]‏ في الآية الأولى من الباب الثامن والعشرين من السفر الثاني من أخبار الأيام هكذا‏:‏ ‏"‏كان أحاز حين ملك ابن عشرين سنة وملك ست عشرة سنة في أورشليم‏"‏ وفي الآية الأولى من الباب التاسع والعشرين من السفر المذكور هكذا‏:‏ ‏"‏فملك حزقيا ابن خمس وعشرين سنة‏"‏ وههنا أيضًا أحدهما غلط والظاهر أن تكون الأولى كما عرفت‏.‏‏

‏[‏37‏]‏ بين الآية الحادية والثلاثين من الباب الثاني عشر من سفر صموئيل الثاني، والآية الثالثة من الباب العشرين من السفر الأول من أخبار الأيام اختلاف، وقال ‏(‏هورن‏)‏ في المجلد الأول من تفسيره‏:‏ ‏"‏إن عبارة سفر صموئيل صحيحة فلتجعل عبارة سفر أخبار الأيام مثلها‏"‏ فعند عبارة سفر أخبار الأيام غلط فانظروا كيف يأمر بالإصلاح والتحريف، والعجب أن مترجم الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844 جعل عبارة سفر صموئيل مثل عبارة سفر أخبار الأيام والإنصاف أنه لا عجب هذه سنيحتهم العلية‏.‏‏

‏[‏38‏]‏ الآية الثالثة والثلاثون من الباب الخامس عشر من سفر الملوك الأول هكذا‏:‏ ‏"‏في السنة الثالثة لأساملك يهودا ملك بعشا بن أحيا على جميع إسرائيل في ترصا أربعة وعشرين سنة‏"‏ والآية الأولى من الباب السادس عشر من السفر الثاني من أخبار الأيام هكذا‏:‏ ‏"‏وفي السنة السادسة والثلاثين لملك أساصعد بعشا ملك إسرائيل على يهوذا‏"‏ الخ فبينهما اختلاف وأحدهما غلط يقينًا لأن بعشا على حكم الأول مات في السنة السادسة والعشرين لأسا، وفي السنة السادسة والثلاثين لأسا كان قد مضى على موت بعشا عشر سنين، فكيف صعد في هذه السنة على يهوذا‏؟‏ قال جامعو تفسير هنري واسكات ذيل عبارة سفر الأيام‏:‏ ‏"‏الظاهر أن هذا التاريخ غلط‏"‏، وقال اشر الذي هو من كبار العلماء المسيحية‏:‏ إن هذا العام سادس وثلاثون من ‏(‏الانقسام الذي وقع في عهد يور بعام السلطنة لا من سلطنة أسا‏)‏، فهؤلاء العلماء سلموا أن عبارة أخبار الأيام غلط أما وقع لفظ السادسة والثلاثين موقع لفظ السادسة والعشرين، أو وقع لفظ الملك أسا موقع لفظ من انقسام السلطنة‏.‏‏

‏[‏39‏]‏ الآية التاسعة عشرة من الباب الخامس عشر من السفر الثاني من أخبار الأيام هكذا‏:‏ ‏"‏ولم يكن حرب أي بين أسا وبعشا إلى سنة خمس وثلاثين من ملك أسا‏"‏ وهي مخالفة أيضًا للآية الثالثة والثلاثين من الباب الخامس عشر من سفر الملوك الأول كما عرفت في الاختلاف السابق‏.‏‏

‏[‏40‏]‏ في الآية السادسة عشرة من سفر الملوك الأول عدد الموكلين ثلاثة آلاف وثلثمائة، وفي الآية الثانية من الباب الثاني من السفر الثاني من أخبار الأيام ثلاثة آلاف وستمائة، وحرف مترجمو الترجمة اليونانية في سفر الملوك فكتبوا ثلاثة آلاف وستمائة‏.‏‏

‏[‏41‏]‏ في الآية السادسة والعشرين من الباب السابع من سفر الملوك الأول‏:‏ ‏"‏ وكان البحر 2 يسع ألفي فرق‏"‏ وفي الآية الخامسة من الباب الرابع من السفر الثاني من أخبار الأيام هكذا‏:‏ ‏"‏يسع ثلاثة آلاف فرق، والجملة الأولى في الترجمة الفارسية المطبوعة سنة 1838 هكذا‏:‏ ‏"‏دوهزاربت دران كنجيد‏"‏ وفي الترجمة الفارسية سنة 1845 هكذا‏:‏ ‏(‏دوهزارخم أب ميكرفت‏)‏ والجملة الثانية هكذا ترجمة فارسية سنة 1838‏:‏ ‏(‏وسه هزاربت دران كنجيد‏)‏ ترجمة فارسية سنة 1845‏:‏ ‏(‏وسه هزارخم أب كرفته نكاه ميداشت‏)‏ فبينهما اختلاف وتفاوت ألف

‏[‏42‏]‏من قابل الباب الثاني من كتاب عزرا بالباب السابع من كتاب نحميا وجد بينهما اختلافًا عظيمًا في أكثر المواضع، ولو قطعنا النظر عن الاختلاف ففيهما غلط آخر، وهو أنهما اتفقا في حاصل الجمع وقالا‏:‏ الذين جاؤوا من بابل إلى أورشليم بعد ما أطلقوا من أسر بابل اثنان وأربعون ألفًا وثلثمائة وستون شخصًا، ولا يخرج الحاصل بهذا القدر لو جمعنا، لا في كلام عزرا ولا في كلام نحميا، بل حاصل الجمع في الأول 29818 وفي الثاني 31089، والعجب أن هذا الجمع الاتفاقي أيضًا غلط على تصريح المؤرخين، قال ‏(‏يوسيفس‏)‏ في الباب الأول من الكتاب الحادي عشر من تاريخه‏:‏ ‏"‏إن الذين جاؤوا من بابل إلى أورشليم اثنان وأربعون ألفًا وأربعمائة واثنان وستون شخصًا‏"‏، قال جامعو تفسير ‏(‏هنري واسكات‏)‏ ذيل شرح عبارة عزرا‏:‏ ‏"‏وقع فرق كثير في هذا الباب والباب السابع من كتاب نحميا من غلط الكتاب، ولما ألفت الترجمة الإنكليزية صحح كثير منه بقابلة النسخ، وفي الباقي تعين الترجمة اليونانية في شرح المتن العبري‏"‏‏.‏

فانظر أيها اللبيب هذا حال كتبهم المقدسة‏:‏ إنهم في صدد التصحيح الذي هو في الحقيقة التحريف من القرون، لكن الأغلاط باقية فيها، والإنصاف أن هذه الكتب غلط من الأصل، ولا تقصير للمصححين غير هذا، إنهم إذا عجزوا ينسبون إلى الكاتبين الذين هم برآء من هذا، ومن تأمل الآن في هذين البابين وجد الاختلافات والأغلاط أزيد من عشرين ولا أعلم من حال الغد أنهم كيف يفعلون وكيف يحرفون‏.‏‏

‏[‏43‏]‏في الآية الثانية من الباب الثالث عشر من السفر الثاني من أخبار الأيام‏:‏ ‏"‏أن أم ابيا ميخيا بنت أوريايل من جبعة‏"‏ ويعلم من الآية العشرين من الباب الحادي عشر من السفر المذكور أن أمه ‏(‏معخا بنت أبي شالوم‏)‏، ويعلم من الآية السابعة والعشرين من الباب الرابع عشر من سفر صموئيل الثاني أنه ما كان لأبي شالوم إلا بنت واحدة اسمها ثامار‏.‏‏

‏[‏44‏]‏ يعلم من الباب العاشر من كتاب يوشع أن بني إسرائيل لما قتلوا سلطان أورشليم كانوا تسلطوا على ملكه‏:‏ ومن الآية الثالثة والستين من الباب الخامس عشر من الكتاب المذكور أنهم ما كانوا تسلطوا على مملكة أورشليم‏.‏‏

‏[‏45‏]‏ يعلم من الآية الأولى من الباب الرابع والعشرين من سفر صموئيل الثاني أن اللّه ألقى في قلب داود أن يعدّ بني إسرائيل، ويعلم من الآية الأولى من الباب ‏[‏ص 96‏]‏ الحادي والعشرين من السفر الأول من أخبار الأيام أن الملقي كان الشيطان، ولما لم يكن اللّه خالق الشر عندهم لزم الاختلاف القوي‏.‏‏

الاختلاف السادس والأربعون إلى الاختلاف الحادي والخمسون

من قابل بيان نسب المسيح الذي في إنجيل متى بالبيان الذي في إنجيل لوقا وجد ستة اختلافات‏:‏ ‏[‏1‏]‏ يعلم من متى أنه يوسف بن يعقوب، ومن لوقا أنه ابن هالي‏.‏ ‏[‏2‏]‏ يعلم من متى أن عيسى من أولاد سليمان بن داود عليهم السلام، ومن لوقا أنه من أولاد ناثان بن داود‏.‏ ‏[‏3‏]‏ يعلم من متى أن جميع آباء المسيح من داود إلى جلاء بابل سلاطين مشهورون، ومن لوقا أنهم ليسوا بسلاطين ولا مشهورين غير داود وناثان‏.‏ ‏[‏4‏]‏ يعلم من متى أن شلتائيل بن يوخانيا، ويعلم من لوقا أنه ابن نيرى‏.‏ ‏[‏5‏]‏ يعلم من متى أن اسم ابن زور بابل أبيهود، ومن لوقا أن اسمه ريصا، والعجب أن أسماء بني زور بابل مكتوبة في الباب الثالث من السفر الأول من أخبار الأيام، وليس فيها أبيهود ولا ريصا فالحق أن كلًا منهما غلط‏.‏ ‏[‏6‏]‏ من داود إلى المسيح عليهما السلام ستة وعشرون جيلًا على ما بَيَّن متى، وواحد وأربعون جيلًا على ما بَيَّن لوقا، ولما كان بين داود والمسيح مدة ألف سنة فعلى الأول يكون في مقابلة كل جيل أربعون سنة وعلى الثاني خمسة وعشرون، ولما كان الاختلاف بين البيانين ظاهرًا بادي التأمل تحير فيهما العلماء المسيحية من زمان اشتهار هذين الإنجيلين إلى اليوم، ووجهوا بتوجيهات ضعيفة، ولذلك اعترف جماعة من المحققين مثل ‏(‏اكهارن وكيسر وهيس وديوت ووى نروفرش‏)‏، وغيرهم بأنهما مختلفان اختلافًا معنويًا، وهذا حق وعين الإنصاف، لأنه كما صدر عن الإنجيليين أغلاط واختلافات في مواضع أخر، كذلك صدر الاختلاط ههنا، نعم لو كان كلامهم خاليًا عنها سوى هذا الموضع كان التأويل مناسبًا وإن كان بعيدًا، وآدم كلارك في ذيل شرح الباب الثالث من إنجيل لوقا نقل التوجيهات وما رضي بها وتحير، ثم نقل عذرًا غير مسموع من مستر ‏(‏هارمرسى‏)‏ في الصفحة 408 من المجلد الخامس هكذا‏:‏ ‏"‏كان أوراق النسب تحفظ في اليهود حفظًا جيدًا، ويعلم كلُّ ذي علم أن متى ولوقا اختلفا في بيان نسب الرب اختلافًا تحير فيه المحققون من القدماء 8 والمتأخرين، كما أنه فهم في المواضع الأخر الاعتراض في حق المؤلف، ثم صار هذا الاعتراض حاميًا له، فكذلك هذا أيضًا إذا صفا يصير حاميًا قويًا لكن الزمان يفعله هكذا‏"‏ فاعترف ‏(‏بأن هذا الاختلاف اختلاف تحير فيه المحققون من القدماء والمتأخرين‏)‏ وما قال ‏(‏إن أوراق النسب كانت تحفظ في اليهود حفظًا جيدًا‏)‏ مردود، لأن هذه الأوراق صارت منتشرة برياح الحوادث، ولذلك غلط عزرا والرسولان عليهما السلام في بيان بعض النسب، وهذا المفسر يعترف به أيضًا، كما ستعرف في الشاهد السادس عشر من المقصد الأول من الباب الثاني، وإذا كان الحال في عهد عزرا هكذا فكيف يظن في عهد الحواريين‏؟‏ وإذا لم يبق أوراق نسب الكهنة والرؤساء محفوظة، فأي اعتراف بورق نسب يوسف النجار المسكين، وإذا كان ثلاثة أشخاص من الأنبياء المعتبرين غلطوا في بيان النسب، ولم يقدروا على التمييز بين الغلط والصحيح، فكيف يظن بمترجم إنجيل متى الذي لم يعلم إلى الآن اسمه، فضلًا عن وَثَاقة أحواله وفضلًا عن كونه ذا إلهام، وبلوقا الذي لم يكن من الحواريين يقينًا، ولم يثبت كونُه ذا إلهام، فالغالب أنه حصل لهما ورقتان مختلفتان في بيان نسب يوسف النجار، ولم يحصل لهما التمييز بين الصحيح والغلط، فاختار أحدهما بظنه إحدى الورقتين، والآخر الورقة الأخرى، ورجاء المفسر المذكور بأن الزمان يفعله هكذا رجاء بلا فائدة، لأنه إذا لم يصف إلى مدة ألف وثمانمائة، سيما في هذه القرون الثلاثة الأخيرة التي شاعت العلوم العقلية والنقلية فيها في ديار أوربا، وتوجهوا إلى تحقيق كل شيء، حتى إلى تحقيق الملة أيضًا فأصلحوا في الملة أولًا إصلاحًا مَا، فحكموا على المذهب العمومي في أول الوهلة بأنه باطل، وعلى البابا الذي كان مُقْتَدي الملة بأنه جاهل غدار، ثم اختلفوا في الإصلاح وافترقوا إلى فرق ثم كانوا يزيدون في الإصلاح يومًا فيومًا حتى ترقى المحققون غير المحصورين منهم لأجل زيادة تحقيقهم إلى أعلى درجة الإصلاح، حتى فهموا الملة المسيحية كالحكايات الباطلة والخيالات الواهية، فظن الصفاء في زمان آخر ظن عبث، والتوجيه المشهور الآن هذا أنه يجوز أن يكون متّى كتب نسب يوسف، ولوقا كتب نسب مريم، ويكون يوسف خَتَن هالي، ولا يكون لهالي ابن فنسب الختن إليه، وأدخل في سلسلة النسب وهذا التوجيه مردود لوجوه‏:‏ الأول‏:‏ أن المسيح على هذا التقدير يكون من أولاد ناثان، لا من أولاد سليمان، لأن نسبه الحقيقي من جانب أمه ولا اعتبار لنسب يوسف النجار في حقه، فيلزم أن لا يبقى المسيح مسيحًا، ولذلك قال مقتدي فرقة البروتستنت ‏(‏كالوين‏)‏ في رد هذا التوجيه‏:‏ ‏"‏من أخرج سليمان عن نسب المسيح فقد أخرج المسيح من كونه مسيحًا‏"‏‏.‏

والثاني‏:‏ أن هذا التوجيه لا يصح إلا إذا ثبت من التواريخ المعتبرة أن مريم بنت هالي، ومن أولاد ناثان، ومجرد الاحتمال لا يكفي لهذا، سيما في الصورة التي يرده المحققون فيها، مثل آدم كلارك المفسر وغيره، ويرده مقتداهم ‏(‏كالوين‏)‏ ولم يثبت هذان الأمران بدليل ضعيف فضلًا عن القوي، بل ثبت عكسهما لأنه صرح في إنجيل يعقوب أن اسم أبوي مريم ‏(‏يهويا قيم وعانا‏)‏ وهذا الإنجيل وإن لم يكون إلهاميًا، ومن تصنيف يعقوب الحواري عند أهل التثليث المعاصرين لنا، لكن لا شك أنه من جَعل بعض أسلافهم وقديم جدًا، ومؤلفه من القدماء الذين كانوا في القرون الأولى، فلا تنحط رتبته عن رتبة التواريخ المعتبرة، ولا يقاومه مجرد احتمال لا يكون له سند، وقال ‏(‏اكستاين‏)‏ أنه صرح في بعض الكتب التي كانت توجد في عهده ‏(‏أن مريم عليها السلام من قوم لاوى‏)‏ وهذا ينافي كونها من أولاد ناثان، وإذا لاحظنا ما وقع في الباب السادس والثلاثين من سفر العدد أن كل رجل يتزوج بامرأة من سبطه وقبيلته، وكذلك كل امرأة تتزوج برجل من سبطها وقبيلتها، ولا تختلط الأسباط بعضها ببعض، وما وقع في الباب الأول من إنجيل لوقا أن زوجة زكريا كانت من بنات هارون ومريم عليها السلام كانت قريبة لزوجة زكريا وهذه كانت من بنات هارون قطعًا، فتكون مريم من بنات هارون، أيضًا، وإذا كانت كذلك كان زوجها المزعوم أيضًا من أولاد هارون، بحكم التوراة، ويكون بيان كل من الإنجيلين غلطًا من جَعليات أهل التثليث، ليثبت أن عيسى عليه السلام كان من أولاد داود، ولا يطعن اليهود في كونه مسيحًا موعودًا لأجل هذا، ولما لم تكن هذه الأناجيل مشهورة إلى آخر القرن الثاني لم يطلع أحد المحرفين على التحرير الجعلي للآخر فوقعا في الاختلاف‏.‏

والثالث‏:‏ أنه لو كانت مريم بنت هالي لظهر الأمر للقدماء، ولو كان لهم علم بذلك لما وَجَّهوا بتوجيهات ركيكة يردّها المتأخرون ويشنعون عليها‏.‏ والرابع‏:‏ أن ألفاظ متى هكذا‏:‏ ‏(‏يعقوب اكينيسي تون يوسف‏)‏ وألفاظ لوقا هكذا‏:‏ ‏(‏ديوس يوسف توهابي‏)‏ فيعلم من كلتا العبارتين، أن كلًا من متى ولوقا يكتبان نسب يوسف‏.‏

والخامس‏:‏ لو فرضنا أن مريم كانت بنت هالي فلا يصح ما في لوقا إلا بعد أن يثبت أن اليهود كان زواجهم‏:‏ أن الختن إذا لم يكن لزوجته أخ كان يدخل في سلسلة النسب، ويكتب فيها في موضع الابن، لكنه لم يثبت هذا الأمر إلى الآن بوجه يعتمد عليه، وهَوْسات بعض علماء البروتستنت واستنباطهم الضعيف القابل للرد لا يتم علينا ونحن لا ننكر انتساب شخص إلى آخر مطلقًا، بل يجوز عندنا أيضًا أنه إذا كان ذلك الآخر من أقاربه النسبية أو السببية أو أستاذه أو مرشده، ومشهورًا لأجل المنزلة الدنياوية أو الدينية ينسب هذا الشخص إليه فيقال مثلًا أنه ابن الأخ أو الأخت أو خَتن لفلان الأمير أو السلطان، أو تلميذ لفلان الفاضل أو مريد للشيخ الفلاني، لكن هذا الانتساب أمر والإدخال في سلسلة النسب بأنه ابن لأبي زوجته، وكون هذا زواج اليهود أمر آخر فنحن ننكر هذا الأمر الآخر، ونقول إنه لم يثبت أنه كان زواجهم كذلك‏.‏

‏(‏فائدة‏)‏ إنجيل متى هذا لم يكن مشهورًا معتبرًا في عهد لوقا، وإلا فكيف يتصور أن يكتب لوقا نسب المسيح بحيث يخالف تحرير متى في بادئ الرأي مخالفة تحيَّر فيها المحققون من القدماء والمتأخرون سلفًا وخلفًا ولا يزيد حرفًا أو حرفين للتوضيح بحيث يرتفع الاختلاف‏.‏‏