الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **
أخرج الطيالسي والفريابي وأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن ابن عباس قال: حضرت عصابة من اليهود نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي. قال "سلوني عما شئتم، ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما أخذ يعقوب على نبيه لئن أنا حدثتكم شيئا فعرفتموه لتتابعني؟ قالوا: فذلك لك. قالوا: أربع خلال نسألك عنها. أخبرنا أي طعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة، وأخبرنا كيف ماء الرجل من ماء المرأة وكيف الأنثى منه والذكر، وأخبرنا كيف هذا النبي الأمي في النوم، ومن وليه من الملائكة، فأخذ عليهم عهد الله لئن أخبرتكم لتتابعني، فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق. قال: فأنشدكم بالذي أنزل التوراة هل تعلمون أن إسرائيل مرض مرضا طال سقمه، فنذر نذرا لئن عافاه الله من سقمه ليحرمن أحب الشراب إليه وأحب الطعام إليه، وكان أحب الطعام إليه لحمان الإبل، وأحب الشراب إليه ألبانها؟ فقالوا: اللهم نعم. فقال: اللهم اشهد. قال: أنشدكم بالذي لا إله إلا هو هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ وأن ماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما علا كان له الواد والشبه بإذن الله، إن علا ماء الرجل كان ذكرا بإذن الله وإن علا ماء المرأة كان أنثى بإذن الله؟ قالوا: اللهم نعم. قال: اللهم اشهد قال: فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن النبي الأمي هذا تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد عليهم. قالوا: أنت الآن فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نتابعك أو نفارقك؟ قال: وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه. قالوا: فعندها نفارقك، لو كان وليك سواه من الملائكة لأتبعناك وصدقناك. قال: فما يمنعكم أن تصدقوه؟ قالوا: هو عدونا. فأنزل الله تعالى وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف واسحاق بن راهويه في مسنده وابن جرير وابن أبي حاتم عن الشعبي قال "نزل عمر رضي الله عنه بالروحاء، فرأى ناسا يبتدرون أحجارا فقال: ما هذا؟ فقالوا: يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى هذه الأحجار، فقال: سبحان الله...! ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا راكبا مر بواد فحضرت الصلاة فصلى، ثم حدث فقال: إني كنت أغشى اليهود يوم دراستهم فقالوا: ما من أصحابك أحد أكرم علينا منك لأنك تأتينا. قلت: وما ذاك إلا أني أعجب من كتب الله كيف يصدق بعضها بعضا، كيف تصدق التوراة والفرقان التوراة، فمر النبي صلى الله عليه وسلم يوما وأنا أكلمهم فقلت: أنشدكم بالله وما تقرؤون من كتابه، أتعلمون أنه رسول الله؟ قالوا: نعم. فقلت: هلكتم والله، تعلمون أنه رسول الله ثم لا تتبعونه؟ فقالوا: لم نهلك ولكن سألناه من يأتيه بنبوته فقال: عدونا جبريل، لأنه ينزل بالغلظة والشدة والحرب والهلاك ونحو هذا، فقلت فمن سلمكم من الملائكة؟ فقالوا: ميكائيل ينزل بالقطر والرحمة وكذا. قلت: وكيف منزلتهما من ربهما؟ فقالوا: أحدهما عن يمينه والآخر من الجانب الآخر. قلت: فإنه لا يحل لجبريل أن يعادي ميكائيل، ولا يحل لميكائيل أن يسالم عدو جبريل، وإني أشهد أنهما وربهما سلم لمن سالموا وحرب لمن حاربوا، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن أخبره، فلما لقيته قال: ألا أخبرك بآيات أنزلت علي؟ قلت: بلى يا رسول الله فقرأ وأخرج سفيان بن عينية عن عكرمة قال "كان عمر يأتي يهود يكلمهم فقالوا: إنه ليس من أصحابك أحد أكثر إتيانا إلينا منك، فأخبرنا من صاحب صاحبك الذي يأتيه بالوحي؟ فقال: جبريل. قالوا: ذاك عدونا من الملائكة، ولو أن صاحبه صاحب صاحبنا لأتبعناه، فقال عمر: ومن صاحب صاحبكم؟ قالوا: ميكائيل. قال: وما هما؟ قالوا: أما جبريل فينزل بالعذاب والنقمة وأما ميكائيل فينزل بالغيث والرحمة وأحدهما عدو لصاحبه. فقال عمر. وما منزلتهما؟ قالوا: إنهما من أقرب الملائكة منه أحدهما عن يمينه وكلتا يديه يمين والآخر على الشق الآخر. فقال عمر: لئن كانا كما تقولون ما هما بعدوين، ثم خرج من عندهم فمر بالنبي صلى الله عليه وسلم فدعاه فقرأ عليه وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: ذكر لنا عمر بن الخطاب انطلق ذات يوم إلى اليهود، فلما أبصروه رحبوا به فقال عمر: والله ما جئت لحبكم ولا للرغبة فيكم ولكني جئت لأسمع منكم، وسألوه فقالوا: من صاحب صاحبكم؟ فقال لهم: جبريل، قالوا: ذاك عدونا من الملائكة يطلع محمد على سرنا، وإذا جاء، جاء بالحرب والسنة ولكن صاحبنا ميكائيل، وإذا جاء جاء بالخصب والسلم. فتوجه نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحدثه حديثهم، فوجده قد أنزل هذه الآية وأخرج ابن جرير عن السدي قال "لما كان لعمر أرض بأعلى المدينة يأتيها، وكان ممره على مدارس اليهود، وكان كلما مر دخل عليهم فسمع منهم، وإنه دخل عليهم ذات يوم فقال لهم: أنشدكم بالرحمن الذي أنزل التوراة على موسى بطور سيناء أتجدون محمدا عندكم؟ قالوا: نعم، إنا نجده مكتوبا عندنا ولكن صاحبه من الملائكة الذي يأتيه بالوحي جبريل وجبريل عدونا، وهو صاحب كل عذاب وقتال وخسف، ولو كان وليه ميكائيل لآمنا به، فإن ميكائيل صاحب كل رحمة وكل غيث. قال عمر: فأين مكان جبريل من الله؟ قالوا: جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره. قال عمر: فأشهدكم أن الذي عدو للذي عن يمينه عدو للذي هو عن يساره والذي عدو للذي عن يساره عدو للذي هو عن يمينه، وأنه من كان عدوهما فإنه عدو لله، ثم رجع عمر ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال فوجد جبريل قد سبقه بالوحي، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. أن يهوديا لقي عمر فقال: إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا. فقال عمر {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدو للكافرين} قال: فنزلت على لسان عمر، وقد نقل ابن جرير الإجماع على أن سبب نزول الآية ذلك. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري والنسائي وأبو يعلى وابن حبان والبيهقي في الدلائل عن أنس قال "سمع عبد الله بن سلام بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو بأرض يخترف، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي. ما أول أشراط الساعة، وما أول طعام أهل الجنة، وما ينزع الولد إلى أبيه أو أمه؟ قال: أخبرني جبريل بهن آنفا. قال: جبريل؟ قال: نعم. قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة. فقرأ هذه الآية وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وأخرج ابن جرير من طريق عبيد الله العكي عن رجل من قريش قال: سأل النبي صلى الله عليه وسلم اليهود فقال "أسألكم بكتابكم الذي تقرؤون هل تجدونه قد بشر بي عيسى أن يأيتكم رسول اسمه أحمد؟ فقالوا: اللهم وجدناك في كتابنا ولكنا كرهنا لأنك تستحل الأموال وتهرق الدماء، فأنزل الله {من كان عدوا له وملائكته ورسله} الآية". وأما قوله تعالى أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: جبريل كقولك عبد الله جبر عبد وإيل الله. وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عباس قال: جبريل عبد الله، وميكائيل عبيد الله، وكل اسم فيه إيل فهو معبد لله. وأخرج الديلمي عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اسم جبريل عبد الله، واسم اسرافيل عبد الرحمن". وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن علي بن حسين قال: اسم جبريل عبد الله، واسم ميكائيل عبيد الله، واسم إسرافيل عبد الرحمن، وكل شيء راجع إلى ايل فهو معبد لله عز وجل. وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال: جبريل اسمه عبد الله، وميكائيل اسمه عبيد الله، قال: والإل الله، وذلك قوله وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرأها جبرال، ويقول جبر هو عبد وال هو الله. وأخرج وكيع عن علقمة أنه كان يقرأ مثقلة {جبريل وميكائيل}. وأخرج وكيع وابن جرير عن عكرمة قال: جبر عبد وايل الله، وميك عبد وايل الله، واسراف عبد وايل الله. وأخرج الطبراني وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الإيمان بسند حسن عن ابن عباس قال "بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل يناجيه إذ انشق أفق السماء، فأقبل جبريل يتضاءل ويدخل بعضه في بعض ويدنو من الأرض، فإذا ملك قد مثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام، ويخيرك بين أن تكون نبيا ملكا وبين أن تكون نبيا عبدا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأشار جبريل إلي بيده أن تواضع، فعرفت أنه لي ناصح فقلت: عبد نبي. فعرج ذلك الملك إلى السماء فقلت: يا جبريل قد كنت أردت أن أسألك عن هذا، فرأيت من حالك ماشغلني عن المسألة فمن هذا يا جبريل؟ قال: هذا اسرافيل خلقه الله يوم خلقه بين يديه صافا قدميه لا يرفع طرفه، بينه وبين الرب سبعون نورا ما منها نور يدنو منه إلا احترق، بين يديه اللوح المحفوظ فإذا أذن الله في شيء في السماء أو في الأرض ارتفع ذلك اللوح فضرب جبهته فينظر فيه، فإذا كان من عملي أمرني به، وإن كان من عمل ميكائيل أمره به، وإن كان من عمل ملك الموت أمره به. قلت: يا جبريل على أي شيء أنت؟ قال: على الرياح والجنود. قلت: على أي شيء ميكائيل؟ قال: على النبات والقطر. قلت: على أي شيء ملك الموت؟ قال: على قبض الأنفس، وما ظننت أنه هبط إلا بقيام الساعة، وما ذاك الذي رأيته مني إلا خوفا من قيلم الساعة". وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أخبركم بأفضل الملائكة جبريل، وأفضل النبيين آدم، وأفضل الأيام يوم الجمعة، وأفضل الشهور رمضان، وأفضل الليالي ليلة القدر، وأفضل النساء مريم بنت عمران". وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عبد العزيز بن عمير قال: اسم جبريل في الملائكة خادم الله عز وجل. وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عكرمة قال: قال جبريل عليه السلام: إن ربي عز وجل ليبعثني على الشيء لأمضيه فأجد الكون قد سبقني إليه. وأخرج أبو الشيخ عن موسى بن عائشة قال: بلغني أن جبريل إمام أهل السماء. وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن مرة قال: جبريل على ريح الجنوب. وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ثابت قال: بلغنا أن الله تعالى وكل جبريل بحوائج الناس، فإذا دعا المؤمن قال "يا جبريل احبس حاجته فإني أحب دعاءه، وإذا دعا الكافر قال: يا جبريل اقض حاجته فإني أبغض دعاءه". وأخرج ابن أبي شيبة من طريق عبد الله بن عبيد قال "إن جبريل موكل بالحوائج، فإذا سأل المؤمن ربه قال: احبس احبس حبا لدعائه أن يزداد، وإذا سأل الكافر قال: أعطه أعطه بغضا لدعائه". وأخرج البيهقي والصابوني في المائتين عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن جبريل موكل بحاجات العباد، فإذا دعا المؤمن قال: يا جبريل احبس حاجة عبدي فإني أحبه وأحب صوته، وإذا دعا الكافر قال: يا جبريل اقض حاجة عبدي فإني أبغضه وأبغض صوته". وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: وددت أني رأيتك في صورتك قال: وتحب ذلك؟ قال: نعم. قال: موعدك كذا وكذا من الليل بقيع الغرقد، فلقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم موعده، فنشر جناحا من أجنحته فسد أفق السماء حتى ما يرى من السماء شيء". وأخرج أحمد وأبو الشيخ عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "رأيت جبريل مهبطا قد ملأ ما بين الخافقين، عليه ثياب سندس معلق بها اللؤلؤ والياقوت". (يتبع...) (تابع... 1): قوله تعالى: قل من كان عدو لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا... ... وأخرج أبو الشيخ عن شريح بن عبيد "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صعد إلى السماء رأى جبريل في خلقته منظومة أجنحته بالزبرجد واللؤلؤ والياقوت، قال: فخيل إلي أن ما بين عينيه قد سد الأفق، وكنا أراه قبل ذلك على صور مختلفة، وأكثر ما كنت أراه على صورة دحية الكلبي، وكنت أحيانا أراه كما يرى الرجل صاحبه من وراء الغربال". وأخرج ابن جرير عن حذيفة وقتادة. دخل حديث بعضهم لبعض لجبريل جناحان، وعليه وشاح من در منظوم، وهو براق الثنايا، أجلى الجبينين، ورأسه حبك حبكا مثل المرجان، وهو اللؤلؤ كأنه الثلج، وقدماه إلى الخضرة. وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما بين منكبي جبريل مسيرة خمسمائة عام للطائر السريع الطيران". وأخرج أبو الشيخ عن وهب بن منبه. أنه سئل عن خلق جبريل؟ فذكر أن ما بين منكبيه من ذي إلى ذي خفق الطير سبعمائة عام. وأخرج ابن سعد والبيهقي في الدلائل عن عمار بن أبي عمار. أن حمزة بن عبد المطلب قال: يا رسول الله أرني جبريل على صورته. قال "إنك لا تستطيع أن تراه. قال: بلى فأرنيه. قال: فاقعد. فقعد فنزل جبريل على خشبة كانت الكعبة يلقي المشركون عليها ثيابهم إذا طافوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارفع طرفك. فانظر فرفع طرفه، فرأى قدميه مثل الزبرجد الأخضر، فخر مغشيا عليه". وأخرج ابن المبارك في الزهد عن ابن شهاب "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل أن يترأى له في صورته فقال جبريل: إنك لن تطيق ذلك. قال: إني أحب أن تفعل. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى في ليلة مقمرة، فأتاه جبريل في صورته، فغشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه، ثم أفاق وجبريل مسنده وواضع إحدى يديه على صدره والآخرى بين كتفيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كنت أرى إن شيئا من الخلق هكذا! فقال جبريل: فكيف لو رأيت اسرافيل، إن له لأثني عشر جناحا، منها جناح في المشرق، وجناح في المغرب، وإن، العرش على كاهله، وإنه ليتضاءل أحيانا لعظمة الله عز وجل حتى يصير مثل الوصع، حتى ما يحمل عرشته إلا عظمته". وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن أبي جعفر قال: كان أبو بكر يسمع مناجاة جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يراه. وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم "لما رأيت جبريل لم يره خلق إلا عمي إلا أن يكون نبيا، ولكن أن جعل ذلك في آخر عمرك". وأخرج أبو الشيخ عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن في الجنة لنهرا ما يدخله جبريل من دخلة فيخرج فينتفض إلا خلق الله من كل قطرة تقطر ملكا". وأخرج أبو الشيخ عن أبي العلاء بن هارون قال: لجبريل في كل يوم انغماسة في نهر الكوثر، ثم ينتفض فكل قطرة يخلق منها ملك. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن جبريل ليأتيني كما يأتي الرجل صاحبه في ثياب بيض مكفوفة باللؤلؤ والياقوت، رأسه كالحبك، وشعره كالمرجان، ولونه كالثلح، أجلى الجبين، براق الثنايا، عليه وشاحان من در منظوم، وجناحاه أخضران ورجلاه مغموستان في الخضرة، وصورته التي صور عليها تملأ ما بين الأفقين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: أشتهي أن أراك في صورتك يا روح الله. فتحول له فيها فسد ما بين الأفقين". وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل"هل ترى ربك؟ قال: إن بيني وبينه لسبعين حجابا من نار أو نور، لو رأيت أدناه لاحترقت". وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية بسند واه عن أبي هرير. أن رجلا من اليهود أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل احتجب الله بشيء عن خلقه غير السموات؟ قال: "نعم، بينه وبين الملائكة الذين حول العرش سبعون حجابا من نور، وسبعون حجابا من نار، وسبعون حجابا من ظلمه، وسبعون حجابا من رفارف الاستبرق، وسبعون حجابا من ظلمة، وسبعون حجابا من رفاف السندس، وسبعون حجابا من در أبيض، وسبعون حجابا من در أخضر، وسبعون حجابا من در أحمر، وسبعون حجابا من در أصفر، وسبعون حجابا من در أخضر، وسبعون حجابا من ضياء، وسبعون حجابا من ثلج، وسبعون حجابا من برد، وسبعون حجابا من عظمة الله التي لا توصف، قال: فأخبرني عن ملك الله الذي يليه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الملك الذي يليه اسرافيل، ثم جبريل، ثم ميكائيل، ثم ملك الموت عليهم السلام". وأخرج أحمد في الزهد عن أبي عمران الجوني "أنه بلغه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يبكيك؟! قال: ومالي لا أبكي...! فوالله ما جفت لي عين منذ خلق الله النار، مخافة أن أعصيه فيقذفني فيها". وأخرج أحمد في الزهد عن رباح قال "حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل: لم تأتني إلا وأنت صار بين عينيك؟ قال: إني لم أضحك منذ خلقت النار". وأخرج أحمد في مسنده وأبو الشيخ عن أنس "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل: مالي لم أر ميكائيل ضاحكا قط؟ قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار". وأخرج أبو الشيخ عن عبد العزيز بن أبي رواد قال "نظر الله إلى جبريل وميكائيل وهما يبكيان، فقال الله: ما يبكيكما وقد علمتما أني لا أجور...؟ فقالا: يا رب إنا لا نأمن مكرك. قال: هكذا فافعلا فإنه لا يأمن مكري إلا كل خاسر". وأخرج أبو الشيخ من طريق الليث عن خالد بن سعيد قال: بلغنا أن اسرافيل يؤذن لأهل السماء فيؤذن لاثنتي عشرة ساعة من النهار، ولاثنتي عشرة ساعة من الليل لكل ساعة تأذين، يسمع تأذينه من في السموات السبع ومن في الأرضين السبع إلا الجن والإنس، ثم يتقدم بهم عظيم الملائكة فيصلي بهم. قال: وبلغنا أن ميكائيل يؤم الملائكة في البيت المعمور. وأخرج الحكيم الترمذي عن زيد بن رفيع قال "دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل وميكائيل وهو يستاك، فناول رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل السواك، فقال جبريل: كبر. قال جبريل: ناول ميكائيل فإنه أكبر". وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة بن خالد "أن رجلا قال: يا رسول الله أي الخلق أكرم على الله عز وجل؟ قال: لا أدري...! فجاءه جبريل عليه السلام فقال: يا جبريل أي الخلق أكرم على الله؟ قال: لا أدري...! فعرج جبريل ثم هبط، فقال: أكرم الخلق على الله جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، فأما جبريل فصاحب الحرب وصاحب المرسلين، وأما ميكائيل فصاحب كل قطرة تسقط وكل ورقة تنيت وكل ورقة تسقط، وأما ملك الموت فهو موكل بقبض كل روح عبد في بر أو بحر، وأما إسرافيل فأمين الله بينه وبينهم". وأخرج أبو الشيخ عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أقرب الخلق إلى الله جبريل وميكائيل واسرافيل وهم منه مسيرة خمسين ألف سنة، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وإسرافيل بينهما". وأخرج أبو الشيخ عن خالد بن أبي عمران قال: جبريل أمين الله إلى رسله، وميكائيل يتلقى الكتب التي تلقى من أعمال الناس، واسرافيل كمنزلة الحاجب". وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وابن أبي داود في المصاحف وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"اسرافيل صاحب الصور، وجبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وهو بينهما". وأخرج أبو الشيخ عن وهب قال: إن أدنى الملائكة من الله جبريل ثم ميكائيل، فإذا ذكر عبدا بأحسن عمله قال: فلان بن فلان عمل كذا وكذا من طاعتي صلوات الله عليه، ثم سأل ميكائيل جبريل ما أحدث ربنا؟ فيقول: فلان بن فلان ذكر بأحسن عمله فصلى عليه صلوات الله عليه، ثم سأل ميكائيل من يراه من أهل السماء فيقول: ماذا أحدث ربنا؟ فيقول: ذكر فلان بن فلان بأحسن عمله فصلى عليه صلوات الله عليه، فلا يزال يقع إلى الأرض. وإذا ذكر عبدا بأسوأ عمله قال: عبدي فلان بن فلان عمل كذا وكذا من معصيتي فلعنتي عليه، ثم سأل ميكائيل جبريل ماذا أحث ربنا؟ فيقول: ذكر فلان بن فلان بأسوأ عمله فعليه لعنة الله، فلا يزال يقع من سماء إلى سماء حتى يقع إلى الأرض. وأخرج الحاكم عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وزيراي من السماء جبريل وميكائيل، ومن أهل الأرض أبو بكر وعمر". وأخرج البزار والطبراني عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله أيدني بأربعة وزراء، اثنين من أهل السماء جبريل وميكائيل، واثنين من أهل الأرض أبي بكر وعمر". وأخرج الطبراني بسند حسن عن أم سلمة. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن في السماء ملكين أحدهما يأمر بالشدة والآخر يأمر باللين وكل مصيب جبريل وميكائيل. ونبيان أحدهما يأمر باللين والآخر يأمر بالشده وكل مصيب وذكر إبراهيم ونوحا، ولي صاحبان أحدهما يأمر باللين والآخر يأمر بالشده وكل مصيب وذكر أبا بكر وعمر". وأخرج البزار والطبراني في الأوسط والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن عمرو قال "جاء فئام الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله زعم أبو بكر أن الحسنات من الله والسيئات من العباد، وقال عمر: الحسنات والسيئات من الله فتابع هذا قوم وهذا قوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأقضين بينكما بقضاء اسرافيل بين جبريل وميكائيل، إن ميكائيل قال بقول أبي بكر، وقال جبريل بقول عمر. فقال جبريل لميكائيل: إنا متى تختلف أهل السماء تختلف أهل الأرض فلنتحاكم إلى اسرافيل، فتحاكما إليه فقضى بينهما بحقيقة القدر خيره وشره وحلوه ومره كله من الله، ثم قال: يا أبا بكر إن الله لو أراد أن لا يعصى لم يخلق إبليس. فقال أبو بكر: صدق الله ورسوله". وأخرج الحاكم عن أبي المليح عن أبيه "أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتي الفجر، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين قال: فسمعته يقول: اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل ومحمد أعوذ بك من النار ثلاث مرات". وأخرج أحمد في الزهد عن عائشة "أن النبي صلى الله عليه وسلم أغمي عليه وراسه في حجرها، فجعلت تمسح وجهه وتدعو له بالشفاء، فلما أفاق قال: لا بل أسأل الله الرفيق الأعلى مع جبريل وميكائيل واسرافيل عليهم السلام".
|