فصل: سنة اثنتين وثلاثين وست مائة:

مساءً 8 :25
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
29
الإثنين
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.سنة ثلاثين وست مائة:

فيها حاصر الملك الكامل آمد وأخذوها من صاحبها المسعود مودود ابن الملك الصالح الأتابكي بالأمان.
وكان مودود فاسقًا يأخذ الحرم غضبًا.
وسلم الكامل آمد إلى ولده الصالح نجم الدين وفيها جاء صاحب الروم وحاصر حران والرقة واستولى على الجزيرة.
وفعلت الروم مع إسلامهم كما يفعل الروم مع كفرهم.
وفيها توفي إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد القاضي بهاء الدين التنوخي الشافعي الكاتب البليغ والد تقي الدين محمد.
قيل روى بالإجازة عن شهدة.
وولي قضاء المعرة في صباه خمس سنين فقال: وليت الحكم خمسًا هن خمس لعمري والصبي في العنفوان فلم يضع الأعادي قدر شأني ولا قالوا فلان قد رشاني توفي في المحرم.
وإدريس ابن السلطان يعقوب بن يوسف أبو العلا المأمون.
بايعوه بالأندلس ثم جاء إلى مراكش وملكها وعظم سلطانه.
وكان بطلًا شجاعًا ذا هيبة شديدة وسفك للدماء.
قكع ذكر ابن تومرت من الخطبة.
ومات غازيًا والله يسامحه.
وإسماعيل بن سلمان بن ايداش أبو طاهر الحنفي بن السلار.
حدث عن الصائن هبة الله وعبد الخالق بن أسد.
توفي في ذي القعدة.
والأوهى الزاهد أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف نزيل بيت المقدس.
أكثر عن السلفي وجماعة.
وكان عبدًا صالحًا قانتًا لله صاحب أحوال ومجاهدة.
له أجزاء يحدث منها توفي في عاشر صفر.
والحسن ابن الأمير السيد علي بن المرتضى أبو محمد بن باقا العدل صفي الدين أبو بكر البغدادي التاجر نزيل مصر.
روى عن أبي زرعة ويحيى بن ثابت وجماعة.
توفي في رمضان عن خمس وسبعين سنة.
والملك العزيز عثمان بن العادل أخو المعظم لأبويه.
هو الذي بنى قلعة الصبيبة بين بانياس وتبنين وهونين.
اتفق موته بالناعمة وهو بستان له ببيت لهيا في عاشر رمضان.
وعبيد الله بن إبراهيم العلامة جمال الدين العبادي المحبوبي البخاري شيخ الحنفية بما وراء النهر وأحدمن انتهى إليه معرفة المذهب.
أخذ عن أبي العلاء عمر بن بكر بن محمد الزرنجري عن أبيه شمس الأئمة.
وبرهان الأئمة عبد العزيز بن عمر بن مازه.
وتفقه أيضًا على قاضي خان فخر الدين حسن بن منصور الأوزجندي.
توفي في جمادى الأولى ببخارى عن أربع وثمانين سنة.
وعلي بن الجوزي أبو الحسن ولد العلامة جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي البغدادي الناسخ.
نسخ الكثير بالأجرة.
وكان معاشرًا لعابًا.
روى عن ابن البطي وأبي زرعة وجماعة.
توفي في رمضان.
وابن الأثير الإمام عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الجزري الحافظ صاحب التاريخ وأسد الغابة في معرفة الصحابة وغير ذلك.
كان صدرًا معظمًا كثير الفضائل.
وبيته مجمع الفضلاء.
روى عن خطيب الموصل أبي الفضل وغيره.
وتوفي في الخامس والعشرين من شعبان عن خمس وسبعين سنة.
وابن الحاجب الحافظ الرحال عز الدين أبو الفتح عمر بن محمد بن منصور الأميني الدمشقي.
سمع سنة ست عشرة بدمشق ورحل إلى بغداد فأدرك الفتح بن عبد السلام.
وخرج لنفسه معجمًا حافلا في بضعة وستين جزءًا.
توفي في شعبان وقد قارب الأربعين.
وكان فيه دين وخير.
وله حفظ وذكاء وهمة عالية في طلب الحديث.
قل من أنجب مثله في زمانه.
ومظفر الدين صاحب إربل الملك المعظم أبو سعيد كوكبوري ابن الأمير زين الدين علي بن كوجك التركماني.
وكوجك بالعربي اللطيف القدر.
ولي مظفر الدين مملكة إربل بعد موت أبيه في سنة ثلاث وستين وله أربع عشرة سنة.
فتعصب عليه أتابكه مجاهد الدين قيماز وكتب محضرًا أنه لا يصلح للملك لصغره.
وأقام أخاه يوسف.
ثم سكن حران مدة.
ثم اتصل بخدمة السلطان صلاح الدين وتمكن منه وتزوج بأخته ربيعة واقفة مدرسة الصاحبة.
وشهد معه عدة مواقف أبان فيها عن شجاعة وإقدام.
وكان حينئذ على إمرة حران والرها فقدم أخوه يوسف منجدًا لصلاح الدين.
فاتفق موته على عكا.
فأعطى السلطان صلاح الدين لمظفر إربل وشهرزور وأخذ منه حران والرها.
ودامت أيامه إلى هذا العام.
وكان من أدين الملوك وأجودهم وأكثرهم برًا ومعروفًا على صغر مملكته.
وكان يضرب المثل بما ينفقه كل عام في المولد.
وله مدرستان وأربع خوانك ودار الأرامل ودارالأيتام ودار اللقطاء ومارستان وغير ذلك.
توفي في رابع عشر رمضان.
وابن سلام المحدث الزكي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن سالم بن سلام الدمشقي.
سمع من داود بن ملاعب وابن البن وطبقتهما.
وكان إمامًا فاضلًا متقنًا صالحًا ناسكًا على صغره.
كتب الكثير وحفظ علوم الحديث للحاكم.
ومات في صفر عن إحدى وعشرين عامًا.
وفجع به أبوه.
وابن عنين الصدر شرف الدين أبو المحاسن محمد نصر الله بن مكارم ابن حسن بن عنين الأنصاري الدمشقي الأديب.
وله ديوان مشهور وهجو مؤلم.
وكان بارعًا في معرفة اللغة كثير الفضائل يشتعل ذكاء.
ولم يكن في دينه بذاك.
توفي في ربيع الأول وله إحدى وثمانون سنة.
اتهم بالزندقة.

.سنة إحدى وثلاثين وست مئة:

فيها سار الكامل بجيوش عظيمة ليأخذ الروم.
وقدم بين يديه جيشًا.
فهزمهم صاحب الروم علاء الدين وأسر صاحب حماة ومقدم الجيش صوابا الحازم فرد الكامل وأعطى ابنه الصالح حصن كيفا.
واستناب على آمد صوابًا بعد ما أطلقه صاحب الروم.
وفيها تسلطن بدر الدين لولو بالموصل وانقرض البيت الأتابكي.
وفيها تكامل بناء المستنصرية ببغداد.
وهي على المذاهب الأربعة على يد أستاذ الدار ابن العلقمي الذي وزر ولانظير لها في الدنيا فيما أعلم.
وفيها توفي إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن باتكين أبو محمد البغدادي الجوهري عن ثمانين سنة.
روى عن هبة الله الدقاق وابن البطي وطائفة وتفرد بأشياء.
وكان صالحًا ثقة توفي في ذي القعدة.
وابن الزبيدي سراج الدين أبو عبدالله الحسين بن أبي بكر المبارك بن محمد بن يحيى الربعي اليمني الأصل البغدادي الحنبلي مدرس مدرسة عون الدين بن هبيرة.
روى عن أبي الوقت وأبي زرعة وأبي زيد الحموي وأبي الفتوح الطائي.
وكان عالمًا خيرًا عدلًا عالي الإسناد بعيد الصيت.
سمع منه خلق لايحصون وتوفي في الثالث والعشرين من صفر.
والعلبي زكريا بن علي بن حسان بن علي أبو يحيى البغدادي الصوفي. روى عن أبي الوقت وغيره وكان عاميا مات في ربيع الأول والسيف الآمدي أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد الحنبلي ثم الشافعي المتكلم العلامة صاحب التصانيف العقلية.
ولد بعد الخمسين بآمد.
قرأ القراءات والفقه ودرس على ابن المني وسمع من ابن شاتيل ثم تفقه للشافعي علي ابن فضلان وبرع في الخلاف وحفظ طريقة الشريف وتفنن في علم النظر.
وكان من أذكياء العالم.
أقرأ بمصر مدة فنسبوه إلى دين الأوائل وكتبوا محضرًا بإباحة دمه.
فهرب وسكن بحماة ثم تحول إلى دمشق ودرس لعزيزية ثم عزل لأمر اتهم فيه ولزم بيته يشتغل.
ولم يكن له نظير في الأصلين والكلام والمنطق.
توفي ثالث صفر.
والقرطبي أبو عبد الله محمد بن عمر المقرئ المالكي الرجل الصالح.
حج وسمع من عبد العزيز بن الفراوي وطائفة وقرأ القراءات على أبي القاسم الشاطبي.
وكان إمامًا زاهدًا متفننًا بارعًا في عدة علوم كالقثه والقراءات والعربية طويل الباع في التفسير.
توفي بالمدينة في صفر.
وطغريل شهاب الدين الخادم أتابك صاحب حلب الملك العزيز مدبر دولته.
كان صالحًا خيرًا متعبدًا كثير المعروف ذا رأي وعقل وسياسة وعدل.
والشيخ عبد الله ين يونس الأرموي الزاهد القدوة صاحب الزاوية بجبل قاسيون كان صالحًا متواضعًا مطرحًا للتكلف يمشي وحده ويشتري الحاجة.
وله أحوال ومجاهدات وقدم في الفقر.
توفي في شوال وقد شاخ.
وأبو نصر عبد الرحيم بن محمد بن الحسن بن عساكر.
روى عن عميه الصائن والحافظ وطائفة.
وكان قليل الفضيلة.
توفي في شعبان.
وأبو رشيد الغزال محمد بن أبي بكر محمد بن عبد الله الإصبهاني المحدث التاجر.
سمع من خليل الرازاني وطبقته.
وكان عالمًا ثقة.
توفي ببخارى في شوال.
ومحيي الدين بن فضلان قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن يحيى بن علي بن الفضل البغدادي الشافعي مدرس المستنصرية.
تفقه على والده العلامة أبي القاسم وبرع في المذهب والأصول والخلاف والنظر.
ولي القضاء في آخر أيام الناصر فلما استخلف الظاهر عزله بعد شهرين من خلافته.
توفي عن بضع وستين سنة.
والمسلم بن أحمد بن علي أبو الغنائم المازني النصيبيني ثم الدمشقي.
روى عن عبد الرحمان بن أبي الحسن الداراني والحافظ أبي القاسم وأخيه الصائن.
ودخل في المكس مدة ثم تركه.
وروى الكثير.
توفي في ربيع الأول وآخر من روى عنه فاطمة بنت سليمان.
وأبو الفتوح الأغماتي ثم الإسكندراني.
واسمه ناصر بن عبد العزيز بن ناصر روى عن السلفي.
وتوفي في ذي القعدة.
والرضي الرخي أبو الحجاج يوسف بن حيدرة شيخ الطب بالسام وأحد من انتهت إليه معرفة الفن.
قدم دمشق مع أبيه حيدرة الكحال في سنة خمس وخمسين ولازم الاشتغال على المذهب ابن النقاش.
فنوه باسمه ونبه على محل علمه.
وصار من أطباء صلاح الدين.
وامتدت حياته وصارت أطباء البلد تلامذته حتى إن من جملة أصحابه المهذب الدخوار وعاش سبعًا وتسعين سنة ممتعًا بالسمع والبصر.
توفي يوم عاشوراء.

.سنة اثنتين وثلاثين وست مائة:

فيها ضربت ببغداد دراهم وفرقت في البلد وتعاملوا بها.
وإنما كانوا يتعاملون بقراضة الذهب القيراط والحبة ونحو ذلك.
فاستراحوا.
وفيها توفي أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح المخزومي المصري الكاتب عن نيف وتسعين سنة.
وكان آخر من حدث عن ابن رفاعة.
توفي في سادس عشر رجب.
وكان أديبًا دينًا صالحًا جليلا.
وصواب شمس الدين العادلي الخادم مقدم جيش الكامل واحد من يضرب به المثل في الشجاعة.
وكان له من جملة المماليك مائة خادم فيهم جماعة أمراء.
توفي بحران في رمضان وكان نائبًا عليها للكامل.
والملك الزاهر داود بن صلاح الدين.
ولد بالقاهرة سنة ثلاث وسبعين وتملك البيرة مدة إلى أن مات بها في صفر.
وله شعر.
والشهاب عبد السلام بن المطهر بن أبي سعد بن أبي عصرون التميمي الدمشقي الشافعي.
روى عن جده.
وكان صدرًا محتشمًا مضى في الرسلية إلى الخليفة.
توفي في المحرم.
وابن ماسويه تقي الدين علي بن المبارك بن الحسن الواسطي.
الفقيه الشافعي المقرئ المجود.
روي عن ابن شاتيل وطبقته.
وقرأ القراءات على أبي بكر الباقلاني وعلي بن مظفر الخطيب وسكن دمشق وأقرأ بها.
توفي في شعبان عن ست وسبعين سنة.
وابن الفارض ناظم الديوان المشهور.
شرف الدين أبو القاسم عم ابن علي بن مرشد الحموي الأصل المصري.
حجة أهل الوحدة وحامل لواء الشعر.
توفي في جمادى الأولى وله ست وخمسون سنة إلا أشهرًا.
والشيخ شهاب الدين السهروردي قدوة أهل التوحيد شيخ العارفين أبو حفص وأبو عبد الله عمر بن محمد بن عبد الله بن محرر التيمي البكري الصوفي رضي الله عنه.
ولد سنة تسع وثلاثين وخمس مائة بسهرورد وقدم بغداد فلحق بها هبة الله بن الشبلي وانتهت إليه تربية المريدين وتسليك العباد ومشيخة العراق.
ولم يخلف بعده مثله.
توفي في أول السنة.
والشيخ غانم بن إبراهيم المقدسي النابلسي الزاهد.
أحد عباد الله الأخفياء الأتقياء والسادة الأولياء.
ولد سنة اثنتين وستين وخمس مائة بقرية بورين وسكن القدس من الفتوح.
واتفق موته عند صاحبه الشيخ عبد الله الأرموي في غرة شعبان فدفن عنده.
ومحمد بن عبد الواحد بن أبي سعيد المديني الواعظ أبو عبد الله مسند العجم.
ولد سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة.
وسمع من إسماعيل الحمامي وأبي الوقت وأبي الخير الباغبان.
قال ابن النجار: واعظ مفت شافعي.
له معرفة بالحديث وقبول عند أهل بلده.
وفيه ضعف.
بلغنا أنه استشهد بإصبهان على يد التتار في أواخر رمضان.
قلت: وفي دخولهم إليهم قتلوا أممًا لا يحصون.
ومحمد بن عماد الدين بن محمد بن حسين أبو عبد الله الحراني الحنبلي التاجر نزيل الإسكندرية.
روى عن ابن رفاعة وابن البطي والسلفي وطائفة كبيرة باعتناء خاله حماد الحراني.
توفي في عاشر صفر.
وكان ذا دين وعلم وفقه.
عاش تسعين سنة.
روى عنه خلق.
وشعرانه وجيه الدين محمد بن أبي غالب زهير بن محمد الإصبهاني الثقة الصالح.
سمع الصحيح من أبي الوقت وعمر دهرًا.
ومات شهيدًا.
ومحمد بن غسان بن عاقل بن نجاد الأمير سيف الدولة الحمصي ثم الدمشقي.
روى عن وأبو الوفاء محمود بن إبراهيم بن شعبان بن منده العبدي الإصبهاني.
بقية آل منده.
ومسند وقته.
روى الكثير عن مسعود الثقفي والرستمي وأبي رشيد الفتح وأبي الخير الباغبان وعدم تحت السيف.
وأبو الفتوح الوثابي محمد بن محمد بن أبي المعالي الإصبهاني.
روى عن جده كتاب الذكر بسماعه من طراد.
ويروي عن رجاء بن حامد المعداني.
راح تحت السيف وله ثمان وسبعون سنة.
وعبد الأعلى ابن العلامة محمد ابن أبي القاسم ابن القطان الإصبهاني الحافظ ظهير الدين محدث إصبهان.
حضر على محمد بن أحمد بن شاذه وأكثر عن الترك.
وله معجم فيه عن خمس مائة وخمسين نفسًا.
عاش بضعًا وستين سنة.
وعدم في الوقعة.
وجامع بن إسماعيل بن غانم صائن الدين الإصبهاني الصوفي المعروف بباله راوي جزء لوين عن محمد بن أبي القاسم الصالحاني.
ومحمود علي بن محمود بن قرقين شمس الدين الدمشقي الجندي الأديب الشاعر.
روى عن أبي سعد بن أبي عصرون وتوفي في شوال.
وابن شداد قاضي القضاة بهاء الدين أبو العز يوسف بن رافع بن تميم الأسدي الحلبي الشافعي.
ولد سنة تسع وثلاثين وخمس مائة.
وقرأ القراءات والعربية بالموصل على يحيى بن سعدون القرطبي.
وسمع من حفدة العطاردي وطائفة.
وبرع في القثه والعلوم وساد أهل زمانه ونال رئاسة الدين والدنيا وصنف التصانيف وله بحلب تربة بين مدرسته ودار حديثة.
امتدت أيامه وتخرج به الأصحاب.
توفي رابع عشر صفر.