الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير أسماء الله تعالى التسعة والتسعين
.المقدمة: قَالَ الشَّيْخ أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد الْحَنْبَلِيّ رَحمَه الله قَرَأت على أبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد الْفَارِسِي النَّحْوِيّ ثمَّ نقلته من خطه قَالَ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن السّري الزّجاج رَحمَه الله هَذِه تفاسير الْأَسَامِي الَّتِي رويت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله «إِن لله تِسْعَة وَتِسْعين اسْما مائَة إِلَّا وَاحِدَة» وَقد كَانَ القَاضِي إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق رَحمَه الله طلبَهَا منا فأمليناها عَلَيْهِ ثمَّ نسخت لنا بعد: قَالَ أَبُو عَليّ وقرأتها عَلَيْهِ فِي مجْلِس وَاحِد، حَدثنَا أَبُو عَليّ قَالَ أخبرنَا أَبُو إِسْحَاق قَالَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق قَالَ حَدثنَا صَفْوَان بن صَالح الثَّقَفِيّ قَالَ حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم قَالَ حَدثنَا شُعَيْب بن أبي حَمْزَة قَالَ حَدثنَا أَبُو الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «إِن لله تِسْعَة وَتِسْعين اسْما مائَة إِلَّا وَاحِدَة إِنَّه وتر يحب الْوتر من أحصاها دخل الْجنَّة» فَأول مَا نفسره من ذَلِك قَوْله «من أحصاها» اعلم أَن الْعَرَب تعبر عَن كَثْرَة الشَّيْء وسعته بالحصى يُقَال عِنْده حَصى من النَّاس أَي جمَاعَة وَقَالَ الشَّاعِر وَقَالَ الْكُمَيْت وَيُقَال حصيت الْحَصَى إِذا عددته وأحصيته إِذا ميزته بعضه من بعض. وَقَالَ الشَّاعِر وإحصاء الْعد من هَذَا. والحصاة الْعقل أَيْضا قَالَ الشَّاعِر: وَيُقَال أحصيت الشَّيْء إِذا أطقته واتسعت لَهُ وَقَالَ الله عز اسْمه {علم أَن لن تحصوه فَتَابَ عَلَيْكُم} أَرَادَ وَالله أعلم لن تطيقوه. وَقَالَ الشَّاعِر: يُرِيد لَا تطِيق بني جشم فَيحْتَمل أَن يكون معنى قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «من أحصاها» من أَكثر عَددهَا حَتَّى صَارَت حصاته لِكَثْرَة عده إِيَّاهَا. وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ من أطاقها أَي من أطَاق تمييزها وتفهمها فَحذف الْمُضَاف من قَوْله تَعَالَى {علم أَن لن تحصوه} ... إلخ. وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ من عقلهَا وتدبر مَعَانِيهَا من الْحَصَاة الَّتِي هِيَ الْعقل وَقد تقدم ذكره وَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد مَعْنَاهُ عِنْدِي من عدهَا من الْقُرْآن لِأَن هَذِه الْأَسَامِي كلهَا مفرقة فِي الْقُرْآن فَكَأَنَّهُ أَرَادَ من تتبع جمعهَا وتأليفها من الْقُرْآن وعانى فِي جمعهَا مِنْهُ الكلفة وَالْمَشَقَّة دخل الْجنَّة قَالَ أَبُو إِسْحَاق وَيجوز أَن يكون معنى قَوْله دخل الْجنَّة الْأَمْن من الْعَذَاب وَتَحْصِيل الثَّوَاب بِمَنْزِلَة من قد دخل الْجنَّة. وَفِي النَّاس من لَا يعد اسْم الله من هَذِه الْجُمْلَة وَيَقُول إِن هَذِه الْأَسْمَاء كلهَا مُضَافَة إِلَى الله فَكيف يعد هُوَ مِنْهَا وَمِنْهُم من يفْسد هَذَا الرَّأْي ويهجنه وَيَزْعُم أَن اسْم الله الْأَعْظَم هُوَ قَوْلنَا الله ويعدها من الْجُمْلَة وَلَا يعد مَالك الْملك ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام إِلَّا اسْما وَاحِدًا. وَاحْتج من يَقُول إِن اسْم الله الْأَعْظَم إِمَّا الله وَإِمَّا الرَّحْمَن بقوله عز وَجل {قل ادعوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَن أيا مَا تدعوا فَلهُ الْأَسْمَاء الْحسنى} .1- الله: أما اللَّفْظ فعلى قَوْلَيْنِ أَحدهمَا أَن أَصله إلاه فعال وَيُقَال بل أَصله لاه فعل. وَلَا تلْتَفت إِلَى مَا ذكره فِي كتاب الْقُرْآن فَإِن الصَّحِيح مَا ذكرهَا هُنَا. وَاخْتلفُوا فِي هَل هُوَ مُشْتَقّ أم غير مُشْتَقّ. فَذَهَبت طَائِفَة إِلَى أَنه مُشْتَقّ وَذهب جمَاعَة مِمَّن يوثق بِعِلْمِهِ إِلَى أَنه غير مُشْتَقّ وعَلى هَذَا القَوْل الْمعول وَلَا تعرج على قَول من ذهب إِلَى أَنه مُشْتَقّ من وَله يوله وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَو كَانَ مِنْهُ لقيل فِي تفعل مِنْهُ توله لِأَن الْوَاو فِيهِ وَاو فِي توله وَفِي إِجْمَاعهم على أَنه تأله بِالْهَمْز مَا يبين أَنه لَيْسَ من وَله وَأنْشد أَبُو زيد لرؤية: قَالَ وَيُقَال تأله فلَان إِذا فعل فعلا يقربهُ من الْإِلَه. فَإِن قَالَ قَائِل مَا أنْكرت أَنه من بَاب وَله وَإِنَّمَا قلب على حد أحد وأناة مَا وجد عَنهُ مندوحة لقلَّة ذَلِك وشذوذه عَن الْقيَاس. وَمعنى قَوْلنَا إلاه إِنَّمَا هُوَ الَّذِي يسْتَحق الْعِبَادَة وَهُوَ تَعَالَى الْمُسْتَحق لَهَا دون من سواهُ. وَأَنا أذكر كل هَذِه الْأَسْمَاء على مَا جَاءَت بِهِ الرِّوَايَة الَّتِي قدمنَا ذكرهَا وأفسرها على مَا يبلغهُ علمنَا وتتسع لَهُ معرفتنا وَالله نسْأَل الْعِصْمَة والتوفيق لما يقربنا مِنْهُ قولا وفعلا إِنَّه على مَا يَشَاء قدير: هُوَ الله، الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، الرَّحْمَن، الرَّحِيم، الْملك، القدوس، السَّلَام، الْمُؤمن، الْمُهَيْمِن، الْعَزِيز، الْجَبَّار، المتكبر، الْخَالِق، البارئ، المصور، الْغفار، القهار، الْوَهَّاب، الرَّزَّاق، الفتاح، الْعَلِيم، الْقَابِض، الباسط، الْخَافِض، الرافع، الْمعز، المذل، السَّمِيع، الْبَصِير، الحكم، الْعدْل، اللَّطِيف، الْخَبِير، الْحَلِيم، الْعَظِيم، الغفور، الشكُور، الْعلي، الْكَبِير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الْجَلِيل، الْكَرِيم، الرَّقِيب، الْمُجيب، الْوَاسِع، الْحَكِيم، الْوَدُود، الْمجِيد، الْبَاعِث، الشَّهِيد، الْحق، الْوَكِيل، الْقوي، المتين، الْوَلِيّ، الحميد، المحصي، المبدي، المعيد، المحيي، المميت، الْحَيّ، القيوم، الْوَاجِد، الْمَاجِد، الْوَاحِد، الْأَحَد، الصَّمد، الْقَادِر، المقتدر، الْمُقدم، الْمُؤخر، الأول، الآخر، الظَّاهِر، الْبَاطِن، الْوَالِي، المتعالي، الْبر، التواب، المنتقم، الْعَفو، الرؤوف، مَالك الْملك، ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام، المقسط، الْجَامِع، الْغَنِيّ، الْمُغنِي، الْمَانِع، الضار، النافع، النُّور، الْهَادِي، البديع، الْبَاقِي، الْوَارِث، الرشيد، الصبور. فقد عددنا الْأَسْمَاء كلهَا على مَا جَاءَ بِهِ الْخَبَر الَّذِي قدمْنَاهُ وَمر الْكَلَام مِنْهَا فِي قَوْلنَا الله. فَأَما الرَّحْمَن والرحيم فهما اسمان رقيقان وَأَحَدهمَا أرق من الآخر: .2 – الرَّحْمَن: وَقَالَ بعض أهل التَّفْسِير الرَّحْمَن الَّذِي رحم كَافَّة خلقه بِأَن خلقهمْ وأوسع عَلَيْهِم فِي رزقهم .3 – والرحيم: وَقد قَالُوا رحمان الْيَمَامَة وَإِنَّمَا قيل لَهُ ذَلِك على جِهَة الِاسْتِهْزَاء بِهِ والتهكم. فَأَما الْفَائِدَة فِي إِعَادَة هَاتين اللفطتين مَعَ الِاشْتِقَاق وَاللَّفْظ وَاحِد فَهِيَ لما ذَكرْنَاهُ من تزايد معنى فعلان فِي رحمان وعمومه فِي الْخلق كلهم أَلا ترى أَن بِنَاء فعلان إِنَّمَا هُوَ لمبالغة الْوَصْف يُقَال فلَان غَضْبَان وإناء ملآن وَإِنَّمَا هُوَ للممتلى غَضبا وَمَاء فَلهَذَا حسن الْجمع بَينهمَا وَفِيه وَجه آخر وَهُوَ أَنه إِنَّمَا حسن ذَلِك لما فِي التَّأْكِيد من التكرير. وَقد جَاءَ مثله فِي الْقُرْآن قَالَ الله عز اسْمه {فغشيهم من اليم مَا غشيهم} وَلَو قَالَ فغشيهم مَا غشي لَكَانَ الْكَلَام مُسْتَقِيمًا. وَكَذَلِكَ قَوْلهم المَال بيني وَبَين زيد وَبَين زيد وَبَين عَمْرو وَلَو قَالَ بَين زيد وَعَمْرو لَكَانَ مفهوما وَقَالَ بَين الْأَشَج وَبَين قيس باذخ بخ بخ لوالده وللمولود. وَقَالُوا فِي الْكَلَام هُوَ جاد مجد وَمثله كثير. .4 – الْملك: وإملاك الْمَرْأَة من هَذَا إِنَّمَا هُوَ ربطها بِالزَّوْجِ. وَقَالَ أَصْحَاب الْمعَانِي الْملك النَّافِذ الْأَمر فِي ملكه إِذْ لَيْسَ كل مَالك ينفذ أمره وتصرفه فِيمَا يملكهُ فالملك أَعم من الْمَالِك وَالله تَعَالَى مَالك المالكين كلهم والملاك إِنَّمَا استفادوا التَّصَرُّف فِي أملاكهم من جِهَته تَعَالَى. .5 – القدوس: وَمثله قَوْلهم للسطيحة مطهرة لأَنهم كَانُوا يتطهرون مِنْهَا. وَقَالَ لي بَعضهم إِن أصل الْكَلِمَة سرياني وَإنَّهُ فِي الأَصْل قدشا وهم يَقُولُونَ فِي دعواتهم قديش قديش فأعربته الْعَرَب قَالَت قدوس. .6 – السَّلَام: وَسلَامًا وَقَالَ بَعضهم فِي قَول الله عز وَجل {وَإِذا خاطبهم الجاهلون قَالُوا سَلاما} أَرَادَ وَالله أعلم تسلما مِنْهُ وَبَرَاءَة. وَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد معنى وَصفنَا الله تَعَالَى بِأَنَّهُ السَّلَام مِنْهُ وَإِنَّمَا تَأَول قَوْلهم سلم الله على فلَان وَسَلام الله عَلَيْهِ. وَقَالَ النمر بن تولب وَيُقَال السَّلَام هُوَ الَّذِي سلم من عَذَابه من لَا يسْتَحقّهُ .7 – الْمُؤمن: وَيُقَال إِنَّمَا سمى الله نَفسه مُؤمنا لِأَنَّهُ شهد بوحدانيته فَقَالَ تَعَالَى {شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ} كَمَا شَهِدنَا نَحن. وَحكى أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ مَا آمَنت أَن أجد صحابة أومن إِيمَانًا أَي مَا وثقت. فَمَعْنَى الْمُؤمن إِذا وَصفنَا بِهِ المخلوقين هُوَ الواثق بِمَا يَعْتَقِدهُ المستحكم الثِّقَة. وَيُقَال: إِنَّه فِي وصف الله تَعَالَى يُفِيد أَنه الَّذِي أَمن من عَذَابه من لَا يسْتَحقّهُ. .8 – الْمُهَيْمِن: وَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد تخاصم أَعْرَابِيَّانِ إِلَى عمَارَة بن عقيل بن بِلَال بن جرير فِي بعض الْأَمر فَقَالَ لأَحَدهمَا أَلَك مهيمن فَقَالَ مهيمني حِجَارَة اللابة وَقَالَ الشَّاعِر وَيُقَال إِن الْمُهَيْمِن الرَّقِيب الْحَافِظ وَيُقَال بل الْمُهَيْمِن أَصله المؤيمن فأبدلت الْهمزَة هَاء كَمَا قَالُوا هرقت المَاء وأرقته وهنرت الثَّوْب وأنرته وهرحت الدَّابَّة وأرحتها وهياك وَإِيَّاك وَقَالَ الراجز وَقَالُوا هَذَا الَّذِي فعل وأذا الَّذِي فعل وَقَالَ الْقَائِل وَقَالَ بَعضهم الْمُهَيْمِن اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى وَهُوَ غير مُشْتَقّ. وَقَالَ النمر بن تولب .9 – الْعَزِيز: وَقَالَ الله تَعَالَى ذكره {فعززنا بثالث} أَرَادَ وَالله أعلم قوينا أمره وشددناه وَقَالَ تَعَالَى {وعزني فِي الْخطاب} أَرَادَ غلبني. وَقَالَ جرير وَيُقَال: عزه يعزه وَالله تَعَالَى هُوَ الْغَالِب كل شَيْء فَهُوَ الْعَزِيز الَّذِي ذل لعزته كل عَزِيز وَقَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ وَوصف عقَابا واعتظلت فِي جبل .10 – الْجَبَّار: وَيُقَال نَخْلَة جبارَة إِذا فَاتَت الْيَد وفواتها الْيَد علو وَزِيَادَة وَقَالَ الشَّاعِر: وَالله تَعَالَى عَال على خلقه بصفاته الْعَالِيَة وآياته الْقَاهِرَة وَهُوَ الْمُسْتَحق للعلو والجبروت تَعَالَى .11 – المتكبر: يَقُول لَا تبلغ فِيهِ مبلغا رَضِيا حَتَّى تتعاطاه وَلَا مُسْتَحقّ لصفة الْكبر والتكبر إِلَّا الله سُبْحَانَهُ كَمَا رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حاكيا عَن ربه أَنه قَالَ سُبْحَانَهُ {الْكِبْرِيَاء رِدَائي فَمن نَازَعَنِي رِدَائي قصمته} .12 – الْخَالِق: يَقُول أَنْت إِذا قدرت أَمرك قطعته أَي تتمّ على عزمك فِيهِ وتمضيه وَلست مِمَّن يشرع فِي الْأَمر ثمَّ يَبْدُو لَهُ فيتركه. وَقَالَ الْحجَّاج وَإِنَّمَا احتججنا بِكَلَامِهِ لِأَنَّهُ كَانَ بَقِيَّة الفصاحة. إِنِّي لَا أخلق إِلَّا فريت تمدح بِهَذَا الْمَعْنى الَّذِي ذَكرْنَاهُ. وَقَالَ الله تَعَالَى ذكره {وتخلقون إفكا} أَي تقدرونه وتهيئونه. وَمِنْه قَوْلهم حَدِيث مختلق يُرَاد أَنه قدر تَقْدِير الصدْق وَهُوَ كذب فالخلق فِي اسْم الله تَعَالَى هُوَ ابْتِدَاء تَقْدِير النشء. فَالله تَعَالَى خَالِقهَا ومنشئها وَهُوَ متممها ومدبرها {فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ} .13 – البارئ: والبرء خلق على صفة فَكل مبروء مَخْلُوق وَلَيْسَ كل مَخْلُوق مبروءا وَذَلِكَ لِأَن الْبُرْء من تبرئة الشَّيْء من الشَّيْء من قَوْلهم برأت من الْمَرَض وبرئت من الدّين أَبْرَأ مِنْهُ فبعض الْخلق إِذا فصل من بعض سمي فاعلة بارئا وَفِي الْأَيْمَان {لَا وَالَّذِي فلق الْحبَّة وبرأ النَّسمَة} وَقَالَ أَبُو عَليّ هُوَ الْمَعْنى الَّذِي بِهِ انفصلت الصُّور بَعْضهَا من بعض فصورة زيد مُفَارقَة لصورة عَمْرو وَصُورَة حمَار مُفَارقَة لصورة فرس فَتَبَارَكَ الله خَالِقًا وبارئا. .14 – المصور: .15 – الْغفار: وكما جَاءَ فِي الْخَبَر الْمَأْثُور عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يَقُول فِي دُعَائِهِ لاتهتك أستارنا وَلَا تبل أخبارنا وَلَا تكلنا إِلَى أَنْفُسنَا طرفَة عين. .16 – القهار: وَالله تَعَالَى قهر المعاندين بِمَا أَقَامَ من الْآيَات والدلالات على وحدانيته وقهر جبابرة خلقه بعز سُلْطَانه وقهر الْخلق كلهم بِالْمَوْتِ .17 – الْوَهَّاب: .18 – الرَّزَّاق: .19 – الفتاح: وَالله تَعَالَى ذكره فتح بَين الْحق وَالْبَاطِل فأوضح الْحق وَبَينه وأدحض الْبَاطِل وأبطله فَهُوَ الفتاح .20 – الْعَلِيم: قَالُوا ضريب وضارب وعريف وعارف وأنشدوا وَحسن الْإِعَادَة لاخْتِلَاف معنييهما لِأَن الْعَلِيم فِيهِ صفة زَائِدَة على مَا فِي الْعَالم. وَحكي عَن قطرب أَن قَوْلنَا عليم فِي اسْم الله تَعَالَى يُفِيد الْعلم بالغيوب فَفِي إِعَادَة اللَّفْظَيْنِ الْآن معنى حسن .21 - 22 الْقَابِض الباسط: وَتقول لَيْسَ إِلَيْك من أَمْرِي بسط وَلَا قبض وَلَا حل وَلَا عقد أَرَادَ لَيْسَ إِلَيْك مِنْهُ شَيْء وَقَالَ الشَّاعِر .23 – الْخَافِض: .24 – الرافع: .25 – الْمعز: فَالْأول: هُوَ مَا يَفْعَله الله تَعَالَى بِكَثِير من أوليائه فِي الدُّنْيَا ببسط حَالهم وعلو شَأْنهمْ فَهُوَ إعزاز حكم وَفعل. وَالْوَجْه الثَّانِي: مَا يَفْعَله تَعَالَى ذكره بأوليائه من قلَّة الْحَال فِي الدُّنْيَا وَأَنت ترى من لَيْسَ فِي دينه فَوْقه فِي الرُّتْبَة فَذَلِك امتحان من الله تَعَالَى لوَلِيِّه وَهُوَ يثيبه إِن شَاءَ الله على الصَّبْر عَلَيْهِ وَالْوَجْه الثَّالِث: مَا يَفْعَله الله تَعَالَى بِكَثِير من أعدائه من بسط الرزق وعلو الْأَمر وَالنَّهْي وَظُهُور الثروة فِي الْحَال فِي الدُّنْيَا فَذَلِك إعزاز فعل لَا إعزاز حكم وَله فِي الْآخِرَة عِنْد الله الْعقَاب الدَّائِم وَإِنَّمَا ذَلِك إملاء من الله تَعَالَى لَهُ واستدراج. وَقد قَالَ الله تَعَالَى ذكره {إِنَّمَا نملي لَهُم ليزدادوا إِثْمًا وَلَهُم عَذَاب مهين} .26 – المذل: وإلزام الصغار عَلَيْهِم وَأخذ الجزى عَنْهُم كَمَا قَالَ تَعَالَى ذكره {حَتَّى يُعْطوا الْجِزْيَة عَن يَد وهم صاغرون} .27 – السَّمِيع: وَيَجِيء فِي كَلَامهم سمع بِمَعْنى أجَاب من ذَلِك مَا يَقُوله الْمُصَلِّي عِنْد رُجُوعه من الرُّكُوع سمع الله لمن حَمده فسر على أَنه بِمَعْنى اسْتَجَابَ. وَقد أنْشد أَبُو زيد فِي النَّوَادِر أَي لَا يُجيب .28 – الْبَصِير: وَقَالَ الشَّاعِر وَإِنَّمَا جَاءَ ذَلِك لِأَن مفعلا اسْم الْفَاعِل من أفعل ومطرد فِيهِ اطراد فَاعل فِي فعل .29 – الحكم: وَفِي كتب السلاطين الْقَدِيمَة واحكم فلَانا عَن ذَلِك الْأَمر بِمَعْنى امنعه قَالَ أَبُو عَليّ وَمثل مَجِيء حَاكم وَحكم بِمَعْنى وَاحِد قَول النَّاس فلَان سَالم وَسلم وهما ذُو السّلم وَهُوَ الصُّلْح وَقَالَ الشَّاعِر وَكَذَلِكَ قَوْلهم وَاسِط ووسط وَقَالَ الله عز وَجل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا} فَالله تَعَالَى هُوَ الْحَاكِم وَهُوَ الحكم بَين الْخلق لِأَنَّهُ الحكم فِي الْآخِرَة وَلَا حكم غَيره والحكام فِي الدُّنْيَا إِنَّمَا يستفيدون الحكم من قبله تَعَالَى علوا كَبِيرا .30 – الْعدْل: فأفعاله حَسَنَة وَهُوَ كَمَا قَالَ {وَالله يقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذين يدعونَ من دونه لَا يقضون بِشَيْء} .31 – اللَّطِيف: واستعماله فِي الْكَلَام على وَجْهَيْن يُقَال فلَان لطيف إِذا وصف بصغر الجرم وَفُلَان لطيف إِذا وصف بِأَنَّهُ محتال متوصل إِلَى أغراضه فِي خَفَاء مَسْلَك وَفُلَان لطيف فِي علمه يُرَاد بِهِ أَنه دَقِيق الفطنة حسن الاستخراج لَهُ. فَهَذَا الَّذِي يسْتَعْمل مِنْهُ وَهُوَ فِي وصف الله يُفِيد أَنه المحسن إِلَى عباده فِي خَفَاء وَستر من حَيْثُ لَا يعلمُونَ. ويسبب لَهُم أَسبَاب معيشتهم من حَيْثُ لَا يحتسبون وَهَذَا مثل قَول الله تَعَالَى {وَيَرْزقهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب} فَأَما اللطف الَّذِي هُوَ قلَّة الْأَجْزَاء فَهُوَ مِمَّا لَا يجوز عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ. .32 – الْخَبِير: وَكَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي بحث عَن ذَلِك الشَّيْء حَتَّى شقّ عَنهُ الأَرْض قَالَ أَبُو عَليّ وَهُوَ عندنَا من الْخَبَر الَّذِي يسمع لِأَن معنى الْخَبِير الْعَالم وَقَالَ: فالعلم أبدا مَعَ الْخَبَر فَمَا حَاجَة أبي إِسْحَاق إِلَى أَن يَأْخُذهُ من الْخَبَر والشق. .33 – الْحَلِيم: وَوصف الله تَعَالَى بالحلم المخلوقين فَقَالَ تَعَالَى {فبشرناه بِغُلَام حَلِيم}. .34 – الْعَظِيم: .35 – الغفور: وفعول مَوْضُوع للْمُبَالَغَة وَكَذَلِكَ فعال وَإِنَّمَا جَازَ تكرارهما وَإِن كَانَا بِمَعْنى وَاحِد وَأَنت لَا تكَاد تَقول فِي الْكَلَام فلَان تروك للفواحش تراك لَهَا وصدوف عَن القبائح صداف عَنْهَا لمعنيين. أَحدهمَا أَن اخْتِلَاف الْمَوْضِعَيْنِ يحسن من ذَاك مَالا يحسن مَعَ الْمُجَاورَة أَلا تراهم أَجمعُوا على أَن الإيطاء مَعَ بعد الْموضع لَيْسَ هُوَ مثله مَعَ قرب الْموضع. وَالْوَجْه الآخر أَن هَذَا يحسن فِي صِفَات الله تَعَالَى ذكره وَإِن كَانَ لَا يحسن فِي أسامي المخلوقين وصفاتهم لأَنهم لم يبلغُوا قطّ فِي صفة من الصِّفَات وَالله تَعَالَى المتناهي فِي هَذِه الصِّفَات الَّتِي تمدح بهَا فَيحسن فِيهِ سُبْحَانَهُ من ذَلِك مَا لَا يحسن فِي غَيره. وَيَجِيء على قِيَاس قَول أبي عَليّ قطرب أَن يكون الغفور فِي ذنُوب الْآخِرَة والغفار الَّذِي يسترهم فِي الدُّنْيَا وَلَا يفضحهم وَالْوَجْه هُوَ الَّذِي ذكره أَبُو إِسْحَاق. .36 – الشكُور: وَيُقَال: دَابَّة شكور وَهُوَ السَّرِيع السّمن فسرعة سمنه ظُهُور أثر صَاحبه عَلَيْهِ. وَقَالَ الشَّاعِر: فَكَأَن الشُّكْر من الله تَعَالَى هُوَ إثابته الشاكر على شكره فَجعل ثَوَابه للشكر وقبوله للطاعة شكرا على طَريقَة الْمُقَابلَة كَمَا قَالَ عز اسْمه {فَمن اعْتدى عَلَيْكُم فاعتدوا عَلَيْهِ بِمثل مَا اعْتدى عَلَيْكُم}. .37 – الْعلي: .38 – الْكَبِير: .39 – الحفيظ: .40 – المقيت: وَقَالَ الشَّاعِر .41 – الحسيب: فَالله تَعَالَى محسب أَي كَاف فَيكون فعيلا فِي معنى مفعل كأليم وَنَحْوه وَيجوز أَن يكون من حسبت الْحساب فَالله تَعَالَى مَحْسُوب عطاياه وفواضله وَقَالَ الشَّاعِر .42 – الْجَلِيل: أَحدهمَا: جلالة الشَّأْن والمقدار وَعظم الْخطر وعَلى هَذَا تَقول فلَان جليل فِي نفوس النَّاس وجليل فِي عيونهم إِذا أُرِيد بِهِ اعْتِقَاد عظم الْخطر وجلالة الْمحل وَقَالَ الشَّاعِر: وَالْوَجْه الآخر: أَن يكون المُرَاد بِهِ عظم الجثة وَكَثْرَة الْأَجْزَاء وَهَذَا لَا يجوز على الله سُبْحَانَهُ وأصل الجلة كبار الْإِبِل وَمِنْه أَخذ الْجَلِيل. .43 – الْكَرِيم: وَحكى الْأَحول جوزة كَرِيمَة أَي هشة المكسر وَكَأن سرعَة انكسارها وهشاشتها جعل إِجَابَة مِنْهَا فَشبه بهَا الْكَرِيم من الرِّجَال إِذا كَانَ سَرِيعا إِلَى الْخيرَات. هَذَا هُوَ الأَصْل وَالله تَعَالَى سَبَب كل خير ومسهله فَهُوَ أكْرم الأكرمين. .44 – الرَّقِيب: .45 – الْمُجيب: .46 – الْوَاسِع: وَقَالَ الله عز اسْمه {لينفق ذُو سَعَة من سعته}. .47 – الْحَكِيم: وَالْأَشْبَه أَن تحمل كل وَاحِد مِنْهُمَا على معنى غير غير معنى الآخر ليَكُون أَكثر فَائِدَة فحكيم بِمَعْنى مُحكم وَالله تَعَالَى مُحكم للأشياء متقن لَهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى {صنع الله الَّذِي أتقن كل شَيْء}. .48 – الْوَدُود: وَالله تَعَالَى وصف نَفسه فِي مَوَاضِع بِأَنَّهُ يحب وَلَا يحب أَلا وَهُوَ أَيْضا مَحْبُوب مودود عِنْد أوليائه فَهُوَ بِمَعْنى مودود. .49 – الْمجِيد: فالماجد فِي اللُّغَة الْكثير الشّرف وَالله تَعَالَى ذكره أمجد الأمجدين وَأكْرم الأكرمين. .50 – الْبَاعِث: .51 – الشَّهِيد: وَالْيَوْم الْمَشْهُود يَوْم الْقِيَامَة لِأَنَّهُ مَعْلُوم كَونه لَا محَالة فَكَانَ معنى الشَّهِيد الْعَالم. .52 – الْحق: .53 – الْوَكِيل: وَلَكِن الْوَكِيل فعيل بِمَعْنى مفعول من قَوْلك وكلت أَمْرِي إِلَى فلَان إِذا سلمته إِلَيْهِ وَالله تَعَالَى موكول إِلَى تطوله الْأُمُور كَمَا قَالَ الله تَعَالَى {وأفوض أَمْرِي إِلَى الله إِن الله بَصِير بالعباد}. .54 – الْقوي: .55 – المتين: .56 – الْوَلِيّ: .57 – الحميد: .58 – المحصي: .59 – المبدي: وَقَالَ جرير .60 – المعيد: .61 – المحيي: .62 – المميت: .63 – الْحَيّ: .64 – القيوم: .65 – الْوَاجِد: وَالله هُوَ الْغَنِيّ فَلَا يفْتَقر إِلَى شَيْء كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَمن يبخل فَإِنَّمَا يبخل عَن نَفسه وَالله الْغَنِيّ وَأَنْتُم الْفُقَرَاء} .66 – الْمَاجِد: .67 – الْوَاحِد: وَفَائِدَة هَذِه اللَّفْظَة فِي الله عز اسْمه إِنَّمَا هِيَ تفرده بصفاته الَّتِي لَا يشركهُ فِيهَا أحد وَالله تَعَالَى هُوَ الْوَاحِد فِي الْحَقِيقَة وَمن سواهُ من الْخلق آحَاد تركبت. وَأما الْكَلَام فِي هَل هُوَ سُبْحَانَهُ وَاحِد من طَرِيق الْعدَد أم لَا فَلَيْسَ مِمَّا لَهُ تعلق بِمَا نَحن فِيهِ إِذْ الْغَرَض هَا هُنَا ذكر وضع الْكَلِمَة وَفَائِدَة مقتضاها فِي الْإِطْلَاق. .68 – الْأَحَد: وَقَالَ بعض أَصْحَاب الْمعَانِي الْفرق بَين الْوَاحِد والأحد أَن الْوَاحِد يُفِيد وحدة الذَّات فَقَط والأحد يفِيدهُ بِالذَّاتِ والمعاني. وعَلى هَذَا جَاءَ فِي التَّنْزِيل {قل هُوَ الله أحد} أَرَادَ الْمُنْفَرد بوحدانيته فِي ذَاته وَصِفَاته تَعَالَى الله علوا كَبِيرا. .69 – الصَّمد: قَالَ الشَّاعِر. .70 – الْقَادِر: .71 – المقتدر: .72 – الْمُقدم: .73 – الْمُؤخر: .74 – الأول: الله تَعَالَى بِأَنَّهُ أول هُوَ مُتَقَدم للحوادث بأوقات لَا نِهَايَة لَهَا. فالأشياء كلهَا وجدت بعده وَقد سبقها كلهَا وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول فِي دُعَائِهِ «أَنْت الأول فَلَيْسَ قبلك شَيْء وَأَنت الآخر فَلَيْسَ بعْدك شَيْء» .75 – الآخر: .76 – الظَّاهِر: فَهُوَ من الْعُلُوّ وَالله تَعَالَى عَال على كل شَيْء وَلَيْسَ المُرَاد بالعلو ارْتِفَاع الْمحل لِأَن الله تَعَالَى يجل عَن الْمحل وَالْمَكَان وَإِنَّمَا الْعُلُوّ علو الشَّأْن وارتفاع السُّلْطَان. ويؤكد الْوَجْه الآخر قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي دُعَائِهِ «أَنْت الظَّاهِر فَلَيْسَ فَوْقك شَيْء وَأَنت الْبَاطِن فَلَيْسَ دُونك شَيْء» .77 – الْبَاطِن: .78 – الْوَالِي: وَيُقَال للأمير هَذَا وَالِي بلد كَذَا لِأَنَّهُ يَلِي أُمُورهم وَيصْلح شؤونهم وَولي ووال كعليم وعالم وقدير وقادر. .79 – المتعالي: .80 – الْبر: وَالله تَعَالَى بر بخلقه فِي معنى أَنه يحسن إِلَيْهِم وَيصْلح أَحْوَالهم. .81 – التواب: قَالَ الله تَعَالَى {غَافِر الذَّنب وقابل التوب} أَي يقبل رُجُوع عَبده إِلَيْهِ وَمن هَذَا قيل التَّوْبَة كَأَنَّهُ رُجُوع إِلَى الطَّاعَة وَترك للمعصية .82 – المنتقم: .83 – الْعَفو: .84 – الرؤوف: .85 - مَالك الْملك: .86 - ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام: .87 – المقسط: قَالَ أَبُو عَليّ وَهَذَا مَأْخُوذ من الْقسْط الَّذِي هُوَ النَّصِيب فَإِذا قيل أقسطه فكأنهم قَالُوا أعطَاهُ النّصْف الَّذِي لَهُ .88 – الْجَامِع: .89 – الْغَنِيّ: .90 – الْمُغنِي: .91 – الْمَانِع: .92 - الضار النافع: .93 - النُّور : وَقَالَ بَعضهم بل معنى قَوْله الله نور السَّمَوَات وَالْأَرْض أَي أَنه بِمَا بَين وأوضح بحججه وبراهين وحدانيته نور السَّمَوَات وَالْأَرْض فتقدير الْكَلَام على هَذَا معرفَة الله نور السَّمَوَات أَو أدلته نورها أَو براهينه لَا يجوز غير هَذَا. .94 – الْهَادِي: .95 – البديع: .96 – الْبَاقِي: .97 – الْوَارِث: .98 – الرشيد: .99 – الصبور:
|